أنس أبوسعده - هولندا
لرغيف الخبز أو "العيش" كما يطلق علية اخوتنا المصريين قيمة عالية في ميزان الاقتصاد المنزلي العربي.. وفي لغة البسطاء يّعد مفتاح الاستقرار وراحة البال الغالية الثمن.. أما في عناوين الصحف وقواميس السياسة، فإن "رغيف الخبز" هو مفتاح الصمود والاستقرار لاي مجتمع أو كيان بالذات في زمن الحروب والكوارث الطبيعية أو الكوارث التي يصنعها الانسان.. فالدولة التي تدخل حرباً ولا تأخذ في حساباتها توفر مادة "الدقيق" مهما كان مصدره خلال فترة الحرب فهي قد تخسرها بسبب نقصه او فقدانه..! وهو نفسه العنصر الاساسي للصمود أو الاستسلام في حالات الحصار أو التضيق..
ولاهمية هذا المنتج والذي يجهل الكثيرون في الغالب مصدره النباتي ومن أي بذرة يصنع ليكون رغيفنا وعلى مائدتنا، ادرك الاحتلال هذه الاهمية فقد كان هو المصدر شبه الوحيد له والمتوفر للاسواق الفلسطينية..! وهو ومنذ أكثر من ستين عاماً المادة الاهم التي يتحكم بها هذا الاحتلال من ضمن سياسة الامساك بالاقتصاد الفلسطيني والتحكم به.. الغريب في الامر، أن المصدر لهذا الدقيق وهو القمح بدأ ومنذ فترة بعيدة بالانقراض تقريباً من أراضينا للتحول الى مزروعات اخرى ذات أهمية أقل من حيث القيمة الغذائية والاستراتيجية بالذات..؟!
ما اريد التطرق اليه هنا ليس مصدر الدقيق وقيمة رغيف الخبز بالنسبة لسلة الغذاء الخاصة بالعائلة الفلسطينية بالرغم من الاهمية البالغة لذلك، بل هي محاولة لادراك كيف اصبح هذا الرغيف هو غاية همنا وشغلنا الشاغل..؟!
الحالة هذه موجودة في مختلف الاقطار العربية بدون إستثناء هذه الايام وإن بدرجات مختلفة، لكنها في الاراضي الفلسطينية المحتلة لها وضع آخر يستحق التوقف والتأمل..
الانسان الفلسطيني محترملبيته حالياً صار كدولاب عربة أو متسابق في ماراثون وعلى مدار الساعة سعياً وراء لقمة عيشة ليحصل وبجهد كبير على رغيف الخبز هذا ليسد به رمق اطفاله وعائلته..!! هذا الوضع موجود منذ زمن طويل ومنذ وجود اسبابه لكن الفلسطيني هذا ومع صلف العيش وضيقه لم يتخل في يوم من الايام كما هو الان عن قضاياه الوطنية ولا عن مجتمعة والتزاماته نحو شعبه وامته.. فما الذي اوصلنا الى هذا الحد الذي قد يصل الى حد الازمة والتي قد تفقدنا الرغبة في الكلام عن أي شئ وفي كل شئ..! أصبحنا نشيح وجهونا عند الكلام عن أي موضوع الا عند الحديث عن لقمة العيش التي يمثل رغيف الخبز رقمها الصعب..؟؟ قضايانا الحساسة والمصيرية لم تعد أهم اولويات الكثيرين منا..! المناسبات التي حُفرت في ذاكرتنا غصباً أصبحت تمر عابرة بدون إكتراث أو أهتمام..!! ذكريات الموت والدمار والجراح التى لم تندمل بعد في أماكن قريبة في وطننا المحتل (كما هو الحال في ذكرى محرقة غزة) طواها النسيان في بضع أشهر تحت ضغط وحجج كثيرة..!! لم يعد للوجع والآم الناس أثر يستفز مشاعرنا الانسانية النابضة التي ميزت الانسان الفلسطيني عن غيره فتعاطف مع كل مآسي الشعوب المسحوقة من نيكارغوا حتى فيتنام..!!
من المعني بانتقال الفلسطيني الذي طالما تحمل المسؤولية وبكل كرامة وسجل التاريخ له الكثير من مواقف العز سواء بما يخص القضايا العربية كافة او بالنسبة لقضيتة الوطنية الى وضع اللامبالاه هذا..؟؟ من المسؤول عن تحويل اهتماماتنا عن قضايانا المصيرية لمتابعة مواضيع لا قيمة لها لمستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة..؟ من غّير سلم اولوياتنا لينحدر الى هذا المستوى فصارت علاقاتنا مع بعضنا كحوار الطرشان..؟
المسؤول عن ذلك وبرأيي المتواضع هو نفسه المسؤول عن الحرب التي شنت وما زالت على لقمة العيش ورغيف الخبز..! هو نفسه من أوهمنا أنه أصبح لنا دولة وحرس شرف وحكومة ووزراء بدون أرض يمشي عليها كل اولئك..!! بل هو الوهم أن المحتل سيمن علينا بالسيادة والاستقلال مقابل تخلينا عن المطالبة بحقوقننا الثابته...!! الوهم أنه سيخرج من أرضننا وهو في كل ليلة يزرع مستوطنة جديده مكان بيوتنا!! المسؤول هو النفوس الضعيفة التي وعدتنا أن تحررنا بسواعدها وبعد بضع سنوات لم تحررنا بل ركبت الموجة وسارت مع التيار تستجدي الامان وراحة البال..! هو نفسه من أوصل الانسان الفلسطيني الى هذه المرحلة فاصبح مطلبه الاساسي: إعطيني "رغيف خبز" وأنا بنفسي سأريح العالم وسأضع قيدي بيدّي ولن أتدخل في أمر أبعد من ذلك..!!
لرغيف الخبز أو "العيش" كما يطلق علية اخوتنا المصريين قيمة عالية في ميزان الاقتصاد المنزلي العربي.. وفي لغة البسطاء يّعد مفتاح الاستقرار وراحة البال الغالية الثمن.. أما في عناوين الصحف وقواميس السياسة، فإن "رغيف الخبز" هو مفتاح الصمود والاستقرار لاي مجتمع أو كيان بالذات في زمن الحروب والكوارث الطبيعية أو الكوارث التي يصنعها الانسان.. فالدولة التي تدخل حرباً ولا تأخذ في حساباتها توفر مادة "الدقيق" مهما كان مصدره خلال فترة الحرب فهي قد تخسرها بسبب نقصه او فقدانه..! وهو نفسه العنصر الاساسي للصمود أو الاستسلام في حالات الحصار أو التضيق..
ولاهمية هذا المنتج والذي يجهل الكثيرون في الغالب مصدره النباتي ومن أي بذرة يصنع ليكون رغيفنا وعلى مائدتنا، ادرك الاحتلال هذه الاهمية فقد كان هو المصدر شبه الوحيد له والمتوفر للاسواق الفلسطينية..! وهو ومنذ أكثر من ستين عاماً المادة الاهم التي يتحكم بها هذا الاحتلال من ضمن سياسة الامساك بالاقتصاد الفلسطيني والتحكم به.. الغريب في الامر، أن المصدر لهذا الدقيق وهو القمح بدأ ومنذ فترة بعيدة بالانقراض تقريباً من أراضينا للتحول الى مزروعات اخرى ذات أهمية أقل من حيث القيمة الغذائية والاستراتيجية بالذات..؟!
ما اريد التطرق اليه هنا ليس مصدر الدقيق وقيمة رغيف الخبز بالنسبة لسلة الغذاء الخاصة بالعائلة الفلسطينية بالرغم من الاهمية البالغة لذلك، بل هي محاولة لادراك كيف اصبح هذا الرغيف هو غاية همنا وشغلنا الشاغل..؟!
الحالة هذه موجودة في مختلف الاقطار العربية بدون إستثناء هذه الايام وإن بدرجات مختلفة، لكنها في الاراضي الفلسطينية المحتلة لها وضع آخر يستحق التوقف والتأمل..
الانسان الفلسطيني محترملبيته حالياً صار كدولاب عربة أو متسابق في ماراثون وعلى مدار الساعة سعياً وراء لقمة عيشة ليحصل وبجهد كبير على رغيف الخبز هذا ليسد به رمق اطفاله وعائلته..!! هذا الوضع موجود منذ زمن طويل ومنذ وجود اسبابه لكن الفلسطيني هذا ومع صلف العيش وضيقه لم يتخل في يوم من الايام كما هو الان عن قضاياه الوطنية ولا عن مجتمعة والتزاماته نحو شعبه وامته.. فما الذي اوصلنا الى هذا الحد الذي قد يصل الى حد الازمة والتي قد تفقدنا الرغبة في الكلام عن أي شئ وفي كل شئ..! أصبحنا نشيح وجهونا عند الكلام عن أي موضوع الا عند الحديث عن لقمة العيش التي يمثل رغيف الخبز رقمها الصعب..؟؟ قضايانا الحساسة والمصيرية لم تعد أهم اولويات الكثيرين منا..! المناسبات التي حُفرت في ذاكرتنا غصباً أصبحت تمر عابرة بدون إكتراث أو أهتمام..!! ذكريات الموت والدمار والجراح التى لم تندمل بعد في أماكن قريبة في وطننا المحتل (كما هو الحال في ذكرى محرقة غزة) طواها النسيان في بضع أشهر تحت ضغط وحجج كثيرة..!! لم يعد للوجع والآم الناس أثر يستفز مشاعرنا الانسانية النابضة التي ميزت الانسان الفلسطيني عن غيره فتعاطف مع كل مآسي الشعوب المسحوقة من نيكارغوا حتى فيتنام..!!
من المعني بانتقال الفلسطيني الذي طالما تحمل المسؤولية وبكل كرامة وسجل التاريخ له الكثير من مواقف العز سواء بما يخص القضايا العربية كافة او بالنسبة لقضيتة الوطنية الى وضع اللامبالاه هذا..؟؟ من المسؤول عن تحويل اهتماماتنا عن قضايانا المصيرية لمتابعة مواضيع لا قيمة لها لمستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة..؟ من غّير سلم اولوياتنا لينحدر الى هذا المستوى فصارت علاقاتنا مع بعضنا كحوار الطرشان..؟
المسؤول عن ذلك وبرأيي المتواضع هو نفسه المسؤول عن الحرب التي شنت وما زالت على لقمة العيش ورغيف الخبز..! هو نفسه من أوهمنا أنه أصبح لنا دولة وحرس شرف وحكومة ووزراء بدون أرض يمشي عليها كل اولئك..!! بل هو الوهم أن المحتل سيمن علينا بالسيادة والاستقلال مقابل تخلينا عن المطالبة بحقوقننا الثابته...!! الوهم أنه سيخرج من أرضننا وهو في كل ليلة يزرع مستوطنة جديده مكان بيوتنا!! المسؤول هو النفوس الضعيفة التي وعدتنا أن تحررنا بسواعدها وبعد بضع سنوات لم تحررنا بل ركبت الموجة وسارت مع التيار تستجدي الامان وراحة البال..! هو نفسه من أوصل الانسان الفلسطيني الى هذه المرحلة فاصبح مطلبه الاساسي: إعطيني "رغيف خبز" وأنا بنفسي سأريح العالم وسأضع قيدي بيدّي ولن أتدخل في أمر أبعد من ذلك..!!
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر