بعد 35 عاما من الكفاح المرير الذي استهدف حل واحد من أطول الصراعات الراهنة في العالم، هل بات المأزق الذي يواجه قضية الصحراء الغربية في سبيله للزوال أخيرا؟
يقول بشرايا بيون مندوب جبهة البوليزاريو، التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، في إسبانيا :'نحن متفائلون'.
ويرى محللون في المغرب والغرب أيضا أن ثمة مؤشرات على التحسن على صعيد حل الصراع وإن كانت هناك حالة من عدم اليقين بشأن المصير الذي قد تنتهي إليه هذه المؤشرات.
ومن المعروف أن الصراع حول الصحراء الغربية أسفر عن حدوث فتور في العلاقات بين المغرب والجزائر التي تدعم جبهة البوليزاريو، ما أدى بدوره إلى تصاعد التوتر في المنطقة وعرقلة مسيرة التنمية الاقتصادية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
ومن بين تبعات هذا الصراع أيضا الكلفة العالية المباشرة التي يتحملها المجتمع الدولي من خلال إنفاق مئات الملايين من الدولارات على بعثة الأمم المتحدة الخاصة بحفظ السلام في الصحراء الغربية.
ورغم ذلك لم يحظ الصراع بالاهتمام الكافي من جانب المجتمع الدولي بصورة تجعله يضغط من أجل إيجاد حل له، ما أسهم في حدوث مأزق نتيجة اعتقاد الكثيرين بأن المجتمع الدولي منحاز للمغرب.
غير'أن بيون قال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن 'المغرب لن تستطيع أبدا فرض حل لا يقبله أهالي الصحراء'.
يذكر أن هذا الصراع اندلع عام 1975 إثر قيام القوة الاستعمارية، إسبانيا بالتخلي عن الصحراء الغربية للمغرب وموريتانيا فيما كان ديكتاتور إسبانيا فرانشيسكو فرانكو على فراش الموت.
بعدها شنت جبهة البوليزاريو حربا استطاعت خلالها طرد موريتانيا في 1979 لكن المغرب تمكنت من انتزاع نصيبها من أراضي الإقليم الصحراوي الغني بالفوسفات ومصائد الأسماك.
وفي عام 1991 وضعت الحرب التي دامت 16 عاما بين البوليزاريو والمغرب أوزارها عبر اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه الأمم المتحدة، لكن المغرب وقفت حجر عثرة أمام إجراء الاستفتاء المزمع حول استقلال الإقليم حيث تعتبر مسألة السيطرة على الصحراء الغربية أحد ركائز قوميتها.
ولا يزال ما لا يقل عن 80 ألفاً من أهالي الصحراء يعانون الأمرين في مخيمات اللاجئين الجزائرية بينما غالبية أهالي الصحراء الذين يزيد تعدادهم على 200 ألف نسمة صاروا الآن مستوطنين أو أحفاد مستوطنين من ذوي الأصول المغربية.
وترتب على ذلك أن رفع العديد من مبعوثي الأمم المتحدة الراية وبدأت القوى الدولية الرئيسية في إظهار اهتمامها بالحل الجديد الذي اقترحته المغرب، وهو منح الإقليم حكما ذاتيا بدلا من الاستقلال.
وفي هذا الإطار، دشنت المغرب مؤخرا خطة لتحقيق اللامركزية بهدف تنازل الرباط عن بعض السلطات للأقاليم الستة عشر في البلاد، على أن تكون الصحراء الغربية من بين أوائل الأقاليم التي تستفيد من هذا الإجراء الذي وعد به الملك محمد السادس.
أما نطاق الحكم الذاتي فسيكون محل تفاوض، لكن الرباط تعد الآن بمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا موسعا بما في ذلك برلمان خاص ورئيس وزراء.
وقال محللون إن منح الإقليم سلطة إدارة شؤونه الاقتصادية بمفرده قد يقلل من التكلفة العالية التي تتحملها المغرب في الإنفاق على الإقليم الصحراوي.
وفي هذا الصدد، ذكرت مجلة 'تيل كيل' المغربية أن البلاد التي تكافح من أجل مواجهة الفقر المستشري في ربوعها تنفق حاليا نحو 3' من ناتجها المحلي الإجمالي على مشروعات البنية الأساسية والحوافز الاقتصادية والاحتفاظ بكتيبة عسكرية تضم نحو 150 ألف جندي في الإقليم.
وقال بيون إن مبعوث الأمم'المتحدة السابق إلى الصحراء الغربية بيتر فان فالسيوم أيد اقتراح الحكم الذاتي المقدم من المغرب بوصفه حلا واقعيا، كما 'انحازت فرنسا أيضا إلى جانب المغرب بينما تتبنى إسبانيا لغة مبهمة'.
موقف هاتين الدولتين نابع من ترددهما إزاء المجازفة بإثارة مشكلات مع الرباط التي تعد حليفا مهما للغرب في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وبدت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش مؤيدة أيضا لاقتراح الحكم الذاتي لكن خليفته باراك أوباما ينتهج موقفا متحفظا.
وقد زاد موقف أوباما من آمال جبهة البوليزاريو التي ترفض خطة اللامركزية المغربية بوصفها 'خدعة' ترمي إلى 'تضليل المجتمع الدولي' وجعله يهمل خطة الاستفتاء التي تتبناها الأمم المتحدة.
وتنظر الرباط إلى البوليزاريو على أنها تمثل مصالح الجزائر التي تسعى لمنفذ لها على البحر.
يذكر أن الصراع حول الصحراء الغربية احتل العناوين الرئيسية في الصحف أثناء الإضراب الأخير عن الطعام في إسبانيا من جانب الناشطة المؤيدة للاستقلال أميناتو حيدر التي حظرت المغرب دخولها مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية.
غير أنه بعد أن سمح أخيرا لحيدر بالعودة إلى مدينة العيون في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بدأ التوتر يخيم على الموقف هناك حيث تضع المغرب النشطاء رهن الإقامة الجبرية الفعلية بحسب تقارير إسبانية.
كما يواجه العديد من نشطاء الصحراء محاكمة عسكرية في المغرب. وسجلت منظمات حقوقية دولية في وقت سابق حالات تعذيب وعقوبات بالسجن دون مبرر بحق نشطاء رغم أن الرباط تنفي حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان.
وأوضح بيون أن مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية كريستوفر روس يحاول حاليا إطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين البوليزاريو والمغرب في أواخر الشهر الحالي أو مطلع الشهر المقبل.
ويعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أكثر'من 40 دولة، لكن بيون يعتقد أن الرباط لن تقدم حتى على مناقشة خيار وجود صحراء مستقلة، الأمر الذي يهدد باندلاع حرب جديدة.
وأردف: 'أهالي الصحراء يتحلون بالصبر الشديد لكنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي'.
يقول بشرايا بيون مندوب جبهة البوليزاريو، التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، في إسبانيا :'نحن متفائلون'.
ويرى محللون في المغرب والغرب أيضا أن ثمة مؤشرات على التحسن على صعيد حل الصراع وإن كانت هناك حالة من عدم اليقين بشأن المصير الذي قد تنتهي إليه هذه المؤشرات.
ومن المعروف أن الصراع حول الصحراء الغربية أسفر عن حدوث فتور في العلاقات بين المغرب والجزائر التي تدعم جبهة البوليزاريو، ما أدى بدوره إلى تصاعد التوتر في المنطقة وعرقلة مسيرة التنمية الاقتصادية والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
ومن بين تبعات هذا الصراع أيضا الكلفة العالية المباشرة التي يتحملها المجتمع الدولي من خلال إنفاق مئات الملايين من الدولارات على بعثة الأمم المتحدة الخاصة بحفظ السلام في الصحراء الغربية.
ورغم ذلك لم يحظ الصراع بالاهتمام الكافي من جانب المجتمع الدولي بصورة تجعله يضغط من أجل إيجاد حل له، ما أسهم في حدوث مأزق نتيجة اعتقاد الكثيرين بأن المجتمع الدولي منحاز للمغرب.
غير'أن بيون قال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن 'المغرب لن تستطيع أبدا فرض حل لا يقبله أهالي الصحراء'.
يذكر أن هذا الصراع اندلع عام 1975 إثر قيام القوة الاستعمارية، إسبانيا بالتخلي عن الصحراء الغربية للمغرب وموريتانيا فيما كان ديكتاتور إسبانيا فرانشيسكو فرانكو على فراش الموت.
بعدها شنت جبهة البوليزاريو حربا استطاعت خلالها طرد موريتانيا في 1979 لكن المغرب تمكنت من انتزاع نصيبها من أراضي الإقليم الصحراوي الغني بالفوسفات ومصائد الأسماك.
وفي عام 1991 وضعت الحرب التي دامت 16 عاما بين البوليزاريو والمغرب أوزارها عبر اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه الأمم المتحدة، لكن المغرب وقفت حجر عثرة أمام إجراء الاستفتاء المزمع حول استقلال الإقليم حيث تعتبر مسألة السيطرة على الصحراء الغربية أحد ركائز قوميتها.
ولا يزال ما لا يقل عن 80 ألفاً من أهالي الصحراء يعانون الأمرين في مخيمات اللاجئين الجزائرية بينما غالبية أهالي الصحراء الذين يزيد تعدادهم على 200 ألف نسمة صاروا الآن مستوطنين أو أحفاد مستوطنين من ذوي الأصول المغربية.
وترتب على ذلك أن رفع العديد من مبعوثي الأمم المتحدة الراية وبدأت القوى الدولية الرئيسية في إظهار اهتمامها بالحل الجديد الذي اقترحته المغرب، وهو منح الإقليم حكما ذاتيا بدلا من الاستقلال.
وفي هذا الإطار، دشنت المغرب مؤخرا خطة لتحقيق اللامركزية بهدف تنازل الرباط عن بعض السلطات للأقاليم الستة عشر في البلاد، على أن تكون الصحراء الغربية من بين أوائل الأقاليم التي تستفيد من هذا الإجراء الذي وعد به الملك محمد السادس.
أما نطاق الحكم الذاتي فسيكون محل تفاوض، لكن الرباط تعد الآن بمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا موسعا بما في ذلك برلمان خاص ورئيس وزراء.
وقال محللون إن منح الإقليم سلطة إدارة شؤونه الاقتصادية بمفرده قد يقلل من التكلفة العالية التي تتحملها المغرب في الإنفاق على الإقليم الصحراوي.
وفي هذا الصدد، ذكرت مجلة 'تيل كيل' المغربية أن البلاد التي تكافح من أجل مواجهة الفقر المستشري في ربوعها تنفق حاليا نحو 3' من ناتجها المحلي الإجمالي على مشروعات البنية الأساسية والحوافز الاقتصادية والاحتفاظ بكتيبة عسكرية تضم نحو 150 ألف جندي في الإقليم.
وقال بيون إن مبعوث الأمم'المتحدة السابق إلى الصحراء الغربية بيتر فان فالسيوم أيد اقتراح الحكم الذاتي المقدم من المغرب بوصفه حلا واقعيا، كما 'انحازت فرنسا أيضا إلى جانب المغرب بينما تتبنى إسبانيا لغة مبهمة'.
موقف هاتين الدولتين نابع من ترددهما إزاء المجازفة بإثارة مشكلات مع الرباط التي تعد حليفا مهما للغرب في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وبدت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش مؤيدة أيضا لاقتراح الحكم الذاتي لكن خليفته باراك أوباما ينتهج موقفا متحفظا.
وقد زاد موقف أوباما من آمال جبهة البوليزاريو التي ترفض خطة اللامركزية المغربية بوصفها 'خدعة' ترمي إلى 'تضليل المجتمع الدولي' وجعله يهمل خطة الاستفتاء التي تتبناها الأمم المتحدة.
وتنظر الرباط إلى البوليزاريو على أنها تمثل مصالح الجزائر التي تسعى لمنفذ لها على البحر.
يذكر أن الصراع حول الصحراء الغربية احتل العناوين الرئيسية في الصحف أثناء الإضراب الأخير عن الطعام في إسبانيا من جانب الناشطة المؤيدة للاستقلال أميناتو حيدر التي حظرت المغرب دخولها مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية.
غير أنه بعد أن سمح أخيرا لحيدر بالعودة إلى مدينة العيون في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بدأ التوتر يخيم على الموقف هناك حيث تضع المغرب النشطاء رهن الإقامة الجبرية الفعلية بحسب تقارير إسبانية.
كما يواجه العديد من نشطاء الصحراء محاكمة عسكرية في المغرب. وسجلت منظمات حقوقية دولية في وقت سابق حالات تعذيب وعقوبات بالسجن دون مبرر بحق نشطاء رغم أن الرباط تنفي حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان.
وأوضح بيون أن مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية كريستوفر روس يحاول حاليا إطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين البوليزاريو والمغرب في أواخر الشهر الحالي أو مطلع الشهر المقبل.
ويعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أكثر'من 40 دولة، لكن بيون يعتقد أن الرباط لن تقدم حتى على مناقشة خيار وجود صحراء مستقلة، الأمر الذي يهدد باندلاع حرب جديدة.
وأردف: 'أهالي الصحراء يتحلون بالصبر الشديد لكنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي'.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر