متى تنتهي صلاحية الكمبيوتر كجهاز مفيد؟ أو متى سنحتاج إلى ابتكار شيء آخر يقوم مقام الكمبيوتر؟
لعل السؤال الثاني هو الأجدر بالإجابة، لأنه لا سبيل لإعلان الاستغناء عن فكرة الكمبيوتر مادام مرتبطاً بمبدأ إيجاد الحلول للمشكلات التي يصادفها الإنسان، على كثرتها، في هذا العالم.
وظهور جهاز آخر بديل للكمبيوتر يحتمل معنيين: إما أن يتم طرح آلة تعتمد جوهر الكمبيوتر لكن بمسمى ومفهوم جديدين، أو أن يحصل تغيير ثوري في مفهوم الكمبيوتر وشكله فلا يبقى من أثر الجهاز القديم شيء!
بالنسبة للمعنى الأول: فإن كلمة كمبيوتر "Computer" تعني "الحاسب" وهي تسمية ملائمة تماماً لأول جهاز كمبيوتر منطقي يستخدم الطاقة الكهربائية ظهر في الأربعينيات ليقوم بمجموعة من الحسابات حول مواقع سقوط مقذوفات الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية؛ المهمة التي تتكفل بها بعض حاسبات الجيب المتقدم اليوم.
إلا أن الجهاز تطور بعد ذلك وتطورت استخداماته ليدخل عوالم الفهرسة والتصنيف "قواعد البيانات"، ثم استحدثت لغات البرمجة لإنتاج عدد من التطبيقات الحسابية، وفي البث الرقمي والتخطيط العسكري، وفي تشغيل أجهزة بيع المشروبات الغازية كذلك.
لكن الأساس في كل تلك التطبيقات المتباينة هو تحويل المعلومات إلى أرقام، فنبضات كهربائية بعد ذلك، ثم تطبيق العمليات الحسابية الأساسية "الجمع والطرح والقسمة والضرب" عليها.
يبقى "الحاسب" أو "المتصل" مستخدماً في تطبيقات من طراز آخر.. تطبيقات من النوع الذي لا يجرؤ المشتغلون فيها على تمني تحقق أسبابها لكنهم يضطرون إلى تعامل مع احتمالات حدوثها، والتدرب على كيفية التعامل مع ظروفها. وهذه تشمل دراسة الظروف الفيزيائية والطبيعية للمفاعلات النووية وانفجاراتها، أو الكوارث العارمة كالزلازل أو سقوط النيازك وتدخل في ذلك أيضاً المشاريع العلمية الهائلة مثل تصميم خرائط الكون، وهذه يفترض العلماء ظروف حدوثها ويمثلونها، كما أنها تحصل واقعاً ثم يحللون النتائج الدقيقة تبعاً لافتراضاتهم بواسطة نوع خاص من "الحاسبات" خارق القدرات يفترض أن يفرض نفسه على الساحة مستقبلاً يسمى "المحاكي" للواقع "Simulator".
يبقى المعنى الثاني، وهو أن يمسخ الكمبيوتر الحالي ليظهر شيء آخر بمكونات أساسية أخرى غير الشاشة ولوحة المفاتيح ووحدة المعالجة المركزية. شيء عبارة عن محطة عمل، مزودة ربما بوحدة إدخال تلتقط الأفكار من مخ المستخدم مباشرة وتصب المخرجات تلقائياً في ذاكرته، أو صندوقاً صغيراً مصمتاً يتلقى الأوامر شفوياً ويجسد الصور والرموز كطيف هولوغرامي في الهواء.
حتى مبدأ التعبير عن الرموز والأرقام بشفرة (0/1) العتيدة من شأنه أنه يتغير في نظام الكمبيوتر الجديد؛ لأن أفكاراً وأبحاثاً رصينة تمولها وزارة الدفاع الأمريكية وناسا تقوم حول استخدام الصيغ الكيميائية أو الطيف الضوئي لتخزين رموز المعلومات بدلاً من النبضات الكهربية المستخدمة حالياً.
أما عن الصورة التقليدية لجهاز الكمبيوتر المكتبي، فأكثر الخطط- الواقعية- طموحاً لتغييرها تقتضي زرع شريحة حاسبة صغيرة في رأس كل مواطن وجعلها على اتصال لاسلكي مع شبكة هائلة مدعمة بالأقمار الصناعية تغطي الكوكب بأسره. وهكذا فإن كل الوثائق والبريد الإلكتروني والتصاميم وبرامج التلفزيون ونشرات الأخبار ومكالمات الهاتف وحتى الأفكار والأحلام ستخزن وتعرض في الرأس. وهذا التصور يفتح أبواب تساؤلات مهمة حول ما سيحصل لو تداخلت خطوط اتصال هذه الشرائح، أو أمكن لبعضهم أن يقتحم الشبكة المركزية ويطلع على أدق ما يحمله كل إنسان داخل ذاكرته.. وعما إذا كان أحد سيرضخ أصلاً لفكرة أن يفتح أحدهم مخه ليغرس فيه قطعة إلكترونية ما "يقولون إنها اختراع جديد منهم!".
لعل السؤال الثاني هو الأجدر بالإجابة، لأنه لا سبيل لإعلان الاستغناء عن فكرة الكمبيوتر مادام مرتبطاً بمبدأ إيجاد الحلول للمشكلات التي يصادفها الإنسان، على كثرتها، في هذا العالم.
وظهور جهاز آخر بديل للكمبيوتر يحتمل معنيين: إما أن يتم طرح آلة تعتمد جوهر الكمبيوتر لكن بمسمى ومفهوم جديدين، أو أن يحصل تغيير ثوري في مفهوم الكمبيوتر وشكله فلا يبقى من أثر الجهاز القديم شيء!
بالنسبة للمعنى الأول: فإن كلمة كمبيوتر "Computer" تعني "الحاسب" وهي تسمية ملائمة تماماً لأول جهاز كمبيوتر منطقي يستخدم الطاقة الكهربائية ظهر في الأربعينيات ليقوم بمجموعة من الحسابات حول مواقع سقوط مقذوفات الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية؛ المهمة التي تتكفل بها بعض حاسبات الجيب المتقدم اليوم.
إلا أن الجهاز تطور بعد ذلك وتطورت استخداماته ليدخل عوالم الفهرسة والتصنيف "قواعد البيانات"، ثم استحدثت لغات البرمجة لإنتاج عدد من التطبيقات الحسابية، وفي البث الرقمي والتخطيط العسكري، وفي تشغيل أجهزة بيع المشروبات الغازية كذلك.
لكن الأساس في كل تلك التطبيقات المتباينة هو تحويل المعلومات إلى أرقام، فنبضات كهربائية بعد ذلك، ثم تطبيق العمليات الحسابية الأساسية "الجمع والطرح والقسمة والضرب" عليها.
يبقى "الحاسب" أو "المتصل" مستخدماً في تطبيقات من طراز آخر.. تطبيقات من النوع الذي لا يجرؤ المشتغلون فيها على تمني تحقق أسبابها لكنهم يضطرون إلى تعامل مع احتمالات حدوثها، والتدرب على كيفية التعامل مع ظروفها. وهذه تشمل دراسة الظروف الفيزيائية والطبيعية للمفاعلات النووية وانفجاراتها، أو الكوارث العارمة كالزلازل أو سقوط النيازك وتدخل في ذلك أيضاً المشاريع العلمية الهائلة مثل تصميم خرائط الكون، وهذه يفترض العلماء ظروف حدوثها ويمثلونها، كما أنها تحصل واقعاً ثم يحللون النتائج الدقيقة تبعاً لافتراضاتهم بواسطة نوع خاص من "الحاسبات" خارق القدرات يفترض أن يفرض نفسه على الساحة مستقبلاً يسمى "المحاكي" للواقع "Simulator".
يبقى المعنى الثاني، وهو أن يمسخ الكمبيوتر الحالي ليظهر شيء آخر بمكونات أساسية أخرى غير الشاشة ولوحة المفاتيح ووحدة المعالجة المركزية. شيء عبارة عن محطة عمل، مزودة ربما بوحدة إدخال تلتقط الأفكار من مخ المستخدم مباشرة وتصب المخرجات تلقائياً في ذاكرته، أو صندوقاً صغيراً مصمتاً يتلقى الأوامر شفوياً ويجسد الصور والرموز كطيف هولوغرامي في الهواء.
حتى مبدأ التعبير عن الرموز والأرقام بشفرة (0/1) العتيدة من شأنه أنه يتغير في نظام الكمبيوتر الجديد؛ لأن أفكاراً وأبحاثاً رصينة تمولها وزارة الدفاع الأمريكية وناسا تقوم حول استخدام الصيغ الكيميائية أو الطيف الضوئي لتخزين رموز المعلومات بدلاً من النبضات الكهربية المستخدمة حالياً.
أما عن الصورة التقليدية لجهاز الكمبيوتر المكتبي، فأكثر الخطط- الواقعية- طموحاً لتغييرها تقتضي زرع شريحة حاسبة صغيرة في رأس كل مواطن وجعلها على اتصال لاسلكي مع شبكة هائلة مدعمة بالأقمار الصناعية تغطي الكوكب بأسره. وهكذا فإن كل الوثائق والبريد الإلكتروني والتصاميم وبرامج التلفزيون ونشرات الأخبار ومكالمات الهاتف وحتى الأفكار والأحلام ستخزن وتعرض في الرأس. وهذا التصور يفتح أبواب تساؤلات مهمة حول ما سيحصل لو تداخلت خطوط اتصال هذه الشرائح، أو أمكن لبعضهم أن يقتحم الشبكة المركزية ويطلع على أدق ما يحمله كل إنسان داخل ذاكرته.. وعما إذا كان أحد سيرضخ أصلاً لفكرة أن يفتح أحدهم مخه ليغرس فيه قطعة إلكترونية ما "يقولون إنها اختراع جديد منهم!".
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر