إنتظار النصرة من الجيوش العربية المخيبة للآمال إبان النكبة..كان القشة التي قصمت ظهورنا
* هدنة الـ 48 في رودس سبب ضياع فلسطين والخنجر المسموم الذي طعنت به القضية
بالرغم من أنه في منتصف العقد السابع من عمره، إلا أنه يتمتع بذاكرة قوية عايشت تفاصيل النكبة واللجوء وأهم المنعطفات التاريخية في القضية الفلسطينية، فنجده يتحدث عن إضراب عام 1936 وحصار الفالوجة، ومعاهدة رودس. يتذكر الأسماء والتواريخ بدقة، أمامه شعرنا وكأننا نتلقى محاضرةً في التاريخ من أستاذ يعشق التفاصيل، وعزّز شعورَنا هذا تمكُّنه من الحديث باللغة العربية الفصحى، فكان حريصاً على أن نكتب كل كلمة، وكنا أكثر حرصاً ألا تضيع منا هذه الكلمات الثرية في مرحلة التحرير، لذا سيكون هذا اللقاء الذي يجمع بين الشهادة والموقف فيه كثير من الإسهاب...
إنه الشيخ درعان برجس الوحيدي المولود في قرية المخيزن قضاء الرملة لواء اللد عام 1927، عضو لجنة التوفيق العشائرية القروية التي كان يعمل فيها من الجنوب الشيخ عبد الله أبو ستة ومن الشمال الأستاذ عبد المجيد حنون، وعدد لا يستهان به من مشايخ ومخاتير ووجهاء القرى من الشمال والجنوب، يعمل كحكم أول من قبل وزارة العدل لحل مشاكل الأراضي، ويعمل في حل المشاكل كوسيط أحياناً وكقاضٍ عشائري مستقل.
شارك في الجيش الفلسطيني منذ تاريخ 1-3-1951 حتى 11/ 1956، عضو لجنة الزكاة منذ عام 1996، وعضو في اللجان الشعبية منذ عام 2000.
الجذور والنشأة
يرجع نسب الشيخ الوحيدي إلى عشيرة الوحيدي التي ترد (ترابين/غوالية) في قضاء السبع، وتسمى منطقتهم مضارب عشيرة الوحيدي، تبعد عن مدينة غزة للشرق الجنوبي مسافة(5- 6 كم)، وتحتوي أراضي العشيرة على عدة مواقع ومسمِّيات، فلكل عائلة من العشيرة ما يسمي 'خرب' مثل 'خربة العذار'، 'خربة المشرفة'، 'خربة أم هبيشة'، 'خربة أم نخيلة'، خربة 'محنّي يديه'، 'خربة الخور'، 'خربة الشيخ ثابت'، خربة 'المشبة' '.
ويتذكر الشيخ تلك الحقبة بشجون فيقول: 'وُلدت في قرية المخيزن قضاء الرملة لواء اللد التي تحدّها جنوباً قرية المسمية، ومن الجنوب الشرقي قرية الخيمة والتينة، ومن الناحية الشرقية قرية جليا وقرية قزازة وسجد، ومن الشمال منطقة وادي الصرار، قرية خلدة، قرية شحمة، عاقر، ومن الشمال الغربي: قرية المغار، ومن الغرب قرية قطرة، ياسور.
وعن مرحلة طفولته حدثنا قائلاً: 'درست في مدرسة خاصة 'في قرية المخيزن'، ودرّسنا حينها الشيخ على المغربي الذي جاء من ليبيا لذا أُطلق عليه 'المغربي' فكان يسكن في القرية، ومن ثم التحقت بمدرسة المسمية الكبيرة الحكومية وتعلمت حتى الصف الرابع'.
وأضاف: 'عندما قامت الثورة الفلسطينية وأُعلن الإضراب أغلقت المدارس من عام 1936حتى عام 1938 فكان ذلك سبب انقطاع الدراسة للجيل كله على مستوى فلسطين بشكل عام، وبشكل خاص لم أتمكن من مواصلة الدراسة بعد ذلك بحكم الظروف الخاصة لمباشرة أعمالنا الخاصة وأملاكنا'.
وعن فترة ما قبل النكبة حدثنا الوحيدي عن الإضراب فقال: 'عندما قامت ثورة عام 36 وأعلنت الهيئة العربية العليا بزعامة أمين الحسيني الإضراب المتعارف عليه لمدة 6 أشهر، فمن المؤسف استمرار الإضراب حتى عام 1939، فكان من أكثر الأسباب التي ألحقت الضرر الكبير بالمواطنين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وانعكس ذلك بعد انتهاء الثورة والإضراب بإفلاس المزارعين والتجار وعموم أهل البلاد قاطبة، مما أجبر أغلب الملاكين والتجار بصفة خاصة لبيع أراضيهم لليهود إذ لا يوجد ما يعملون به لأجل إعادة إعمار متاجرهم'.
ويسترسل بقوله: 'وكان السبب الرئيس في إنقاذ الشعب الفلسطيني من هذه المجاعة والمأساة التي أوجدتها الإضرابات والفوضى العارمة إعلان الحرب العالمية الثانية، حيث قامت الحكومة البريطانية ببناء ساحل فلسطين من رفح حتى الناقورة بمعسكرات للجيش البريطاني، وبدأ الناس يعملون على قدم وساق وتحسن الاقتصاد وتحسنت القوة الشرائية وكثرت النقود، حيث أصبحت فلسطين منطقة استراحة لجيوش الحلفاء ولم تصلها الحرب، فانعكس هذا بالدخل الوفير على السكان بشكل عام، فهذا الذي أنقذ الموقف وحسَّن الأحوال المعيشة والمجتمعية في ذلك الزمان والمكان حتى عام النكبة'.
وعن ذكريات الهجرة قال الوحيدي: 'بدأ الرحيل بتاريخ 20-7 عام 1948، وهو متأخر بالنسبة للقرى التي هاجرت منذ أيار، وكان سبب التأخير انتظار النصرة من الجيوش العربية التي خيبت الآمال، فعمّ الإحباط وعدم الثقة في تلك القيادات، وخصوصاً بعد هجوم القوات الصهيونية على القوات المصرية في اسدود والمجدل وكذلك هجومهم على القوات الأردنية في عرطوف، وفي قرية 'عجور ' و'بيت جبرين' وانسحابهم من أمام القوات الصهيونية، فكانت هذه القشة التي قصمت ظهر البعير وأجبرتنا على الرحيل والنزوح إلى أقرب قرية أو منطقة 'إذنة'، و'ترقوميا '، و'بيت أولا' في قضاء الخليل'.
وأضاف: 'مكثنا مدة شهر في تلك المنطقة التي كان يتعذر فيها وجود الماء لكثرة عدد اللاجئين، فكان نقص الماء سبباً قوياً لإجبار الناس على الرحيل من منطقة إلى أخرى لكي يتمكنوا من توفير أهم مستلزمات الحياة وهو الماء'.
وعن حصار الفالوجة تحدَّث الشيخ بإسهاب موثِّقاً هذا الحدث بذكر الأسماء والتفاصيل قائلاً:
'وبسبب سوء القيادة والإدارة التي تمثلت في سياسة الدولتين الرئيستين، كان يتواجد عدد كبير من اللاجئين في قرية (الفالوجة) التي تم حصارها'.
وأضاف: 'بعد الهجوم على هذه القرية حوصر فيها نحو 6000 جندي مصري تجمعوا في هذه القرية والقرى المجاورة، فكان مجموع المحاصرين من الجنود واللاجئين (7000 نسمة)، بالإضافة إلى سكان القرية'.
ويعلل الوحيدي ذلك بقوله: 'وسبب ذلك يتمثل في أنه كان يعمل تحت إمرة بعض المتنفذين في القرية حرس أهلي وبعض الجنود السودانيين وهم من حرس الحاكم العسكري، وكان الموسم موسم حصاد وكل النازحين تتواجد معهم كمية من الحبوب كمؤن لهم'.
ويستأنف بقوله: 'تذرَّع حينها الحرس بأنه يوجد أمر من القائد العام للقوات المصرية (أحمد المواوي بيك) بعدم نقل المواد الغذائية من منطقة إلى أخرى'. مؤكداً على قوله: 'وهذه أعذار من أجل مصادرة حبوب الناس اللاجئين وبيعها تحت إشراف رئيس بلدية الفالوجة الذي يوفر لهم للانكشارية السودانيين نصيباً فيها، فكان ينزل أغلب اللاجئين خوفاً على حبوبهم في الفالوجة.. فكان هذا الأمر سبب رئيس في تواجد عدد كبير من اللاجئين في الفالوجة'.
ويحمّلنا الوحيدي هذه الأمانة الأدبية بقوله: 'فللعلم وللتاريخ إن أول طعنة في ظهر القضية الفلسطينية هي وجود 6000 جندي مصري محاصرين في الفالوجة، حيث كان مقابل القائد المصري المذكور قائد يهودي معروف (يجآل ألون)، وقيادته موجودة بالقرب من الفالوجة في كيبوتس نجبا'.
ويضيف شارحاً للموقف: 'فبعد حصار الفالوجة وتقهقر الجيش المصري إلى قطاع غزة وإعلان الهدنة وذهاب مندوبين عن الحكومة المصرية وعن حكومة إسرائيل في حينه إلى رودس من أجل المفاوضات وتثبيت الهدنة وشروطها والاتفاق على تخطيط الحدود تحت رقابة دولية واعتراف طرفي المفاوضات بها وتنفيذها، استغل الصهيانة حصار الجنود المصريين الذين أصبحوا تحت رحمة القوات الصهيونية فكلما تشدد الوفد المصري في المفاوضات مخالفاً وغير موافق على ما يريد أن يمليه عليه الوفد الصهيوني يقوم القائد الصهيوني بشن هجوم ليلي على الجنود المصريين بالطائرات والمدفعية والمفرقعات الصوتية من أجل إرهابهم وتعظيم الهول إعلامياً وسياسياً'. ويسترسل بقوله: 'وانعكس ذلك بالمظاهرات في مدينة القاهرة حول قصر الملك فاورق ورئيس الوزراء في حينه مطالبين العمل بكل قوة لسلامة أولادهم. فينتهز المجتمع المصري ويوعز إلى الوفد المفاوض بأن يتنازل نوعاً ما وتسير الأمور على ذلك لمدة أسبوع من المفاوضات، وهكذا تكررت العملية وتنازلت الحكومة المصرية في تلك الحقبة عن كل فلسطين باستثناء ما يسمى بقطاع غزة والحدود التي نتجت عن ذلك'
* هدنة الـ 48 في رودس سبب ضياع فلسطين والخنجر المسموم الذي طعنت به القضية
تقرير خاص من غزة
أعدته: فاطمة أبو عريف
بالرغم من أنه في منتصف العقد السابع من عمره، إلا أنه يتمتع بذاكرة قوية عايشت تفاصيل النكبة واللجوء وأهم المنعطفات التاريخية في القضية الفلسطينية، فنجده يتحدث عن إضراب عام 1936 وحصار الفالوجة، ومعاهدة رودس. يتذكر الأسماء والتواريخ بدقة، أمامه شعرنا وكأننا نتلقى محاضرةً في التاريخ من أستاذ يعشق التفاصيل، وعزّز شعورَنا هذا تمكُّنه من الحديث باللغة العربية الفصحى، فكان حريصاً على أن نكتب كل كلمة، وكنا أكثر حرصاً ألا تضيع منا هذه الكلمات الثرية في مرحلة التحرير، لذا سيكون هذا اللقاء الذي يجمع بين الشهادة والموقف فيه كثير من الإسهاب...
إنه الشيخ درعان برجس الوحيدي المولود في قرية المخيزن قضاء الرملة لواء اللد عام 1927، عضو لجنة التوفيق العشائرية القروية التي كان يعمل فيها من الجنوب الشيخ عبد الله أبو ستة ومن الشمال الأستاذ عبد المجيد حنون، وعدد لا يستهان به من مشايخ ومخاتير ووجهاء القرى من الشمال والجنوب، يعمل كحكم أول من قبل وزارة العدل لحل مشاكل الأراضي، ويعمل في حل المشاكل كوسيط أحياناً وكقاضٍ عشائري مستقل.
شارك في الجيش الفلسطيني منذ تاريخ 1-3-1951 حتى 11/ 1956، عضو لجنة الزكاة منذ عام 1996، وعضو في اللجان الشعبية منذ عام 2000.
الجذور والنشأة
يرجع نسب الشيخ الوحيدي إلى عشيرة الوحيدي التي ترد (ترابين/غوالية) في قضاء السبع، وتسمى منطقتهم مضارب عشيرة الوحيدي، تبعد عن مدينة غزة للشرق الجنوبي مسافة(5- 6 كم)، وتحتوي أراضي العشيرة على عدة مواقع ومسمِّيات، فلكل عائلة من العشيرة ما يسمي 'خرب' مثل 'خربة العذار'، 'خربة المشرفة'، 'خربة أم هبيشة'، 'خربة أم نخيلة'، خربة 'محنّي يديه'، 'خربة الخور'، 'خربة الشيخ ثابت'، خربة 'المشبة' '.
ويتذكر الشيخ تلك الحقبة بشجون فيقول: 'وُلدت في قرية المخيزن قضاء الرملة لواء اللد التي تحدّها جنوباً قرية المسمية، ومن الجنوب الشرقي قرية الخيمة والتينة، ومن الناحية الشرقية قرية جليا وقرية قزازة وسجد، ومن الشمال منطقة وادي الصرار، قرية خلدة، قرية شحمة، عاقر، ومن الشمال الغربي: قرية المغار، ومن الغرب قرية قطرة، ياسور.
إنقطاع عن الدراسة للجيل كله
وعن مرحلة طفولته حدثنا قائلاً: 'درست في مدرسة خاصة 'في قرية المخيزن'، ودرّسنا حينها الشيخ على المغربي الذي جاء من ليبيا لذا أُطلق عليه 'المغربي' فكان يسكن في القرية، ومن ثم التحقت بمدرسة المسمية الكبيرة الحكومية وتعلمت حتى الصف الرابع'.
وأضاف: 'عندما قامت الثورة الفلسطينية وأُعلن الإضراب أغلقت المدارس من عام 1936حتى عام 1938 فكان ذلك سبب انقطاع الدراسة للجيل كله على مستوى فلسطين بشكل عام، وبشكل خاص لم أتمكن من مواصلة الدراسة بعد ذلك بحكم الظروف الخاصة لمباشرة أعمالنا الخاصة وأملاكنا'.
إضراب عام 1936
وعن فترة ما قبل النكبة حدثنا الوحيدي عن الإضراب فقال: 'عندما قامت ثورة عام 36 وأعلنت الهيئة العربية العليا بزعامة أمين الحسيني الإضراب المتعارف عليه لمدة 6 أشهر، فمن المؤسف استمرار الإضراب حتى عام 1939، فكان من أكثر الأسباب التي ألحقت الضرر الكبير بالمواطنين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وانعكس ذلك بعد انتهاء الثورة والإضراب بإفلاس المزارعين والتجار وعموم أهل البلاد قاطبة، مما أجبر أغلب الملاكين والتجار بصفة خاصة لبيع أراضيهم لليهود إذ لا يوجد ما يعملون به لأجل إعادة إعمار متاجرهم'.
ويسترسل بقوله: 'وكان السبب الرئيس في إنقاذ الشعب الفلسطيني من هذه المجاعة والمأساة التي أوجدتها الإضرابات والفوضى العارمة إعلان الحرب العالمية الثانية، حيث قامت الحكومة البريطانية ببناء ساحل فلسطين من رفح حتى الناقورة بمعسكرات للجيش البريطاني، وبدأ الناس يعملون على قدم وساق وتحسن الاقتصاد وتحسنت القوة الشرائية وكثرت النقود، حيث أصبحت فلسطين منطقة استراحة لجيوش الحلفاء ولم تصلها الحرب، فانعكس هذا بالدخل الوفير على السكان بشكل عام، فهذا الذي أنقذ الموقف وحسَّن الأحوال المعيشة والمجتمعية في ذلك الزمان والمكان حتى عام النكبة'.
محطات الهجرة ومرارتها
وعن ذكريات الهجرة قال الوحيدي: 'بدأ الرحيل بتاريخ 20-7 عام 1948، وهو متأخر بالنسبة للقرى التي هاجرت منذ أيار، وكان سبب التأخير انتظار النصرة من الجيوش العربية التي خيبت الآمال، فعمّ الإحباط وعدم الثقة في تلك القيادات، وخصوصاً بعد هجوم القوات الصهيونية على القوات المصرية في اسدود والمجدل وكذلك هجومهم على القوات الأردنية في عرطوف، وفي قرية 'عجور ' و'بيت جبرين' وانسحابهم من أمام القوات الصهيونية، فكانت هذه القشة التي قصمت ظهر البعير وأجبرتنا على الرحيل والنزوح إلى أقرب قرية أو منطقة 'إذنة'، و'ترقوميا '، و'بيت أولا' في قضاء الخليل'.
وأضاف: 'مكثنا مدة شهر في تلك المنطقة التي كان يتعذر فيها وجود الماء لكثرة عدد اللاجئين، فكان نقص الماء سبباً قوياً لإجبار الناس على الرحيل من منطقة إلى أخرى لكي يتمكنوا من توفير أهم مستلزمات الحياة وهو الماء'.
حصار الفالوجة
وعن حصار الفالوجة تحدَّث الشيخ بإسهاب موثِّقاً هذا الحدث بذكر الأسماء والتفاصيل قائلاً:
'وبسبب سوء القيادة والإدارة التي تمثلت في سياسة الدولتين الرئيستين، كان يتواجد عدد كبير من اللاجئين في قرية (الفالوجة) التي تم حصارها'.
وأضاف: 'بعد الهجوم على هذه القرية حوصر فيها نحو 6000 جندي مصري تجمعوا في هذه القرية والقرى المجاورة، فكان مجموع المحاصرين من الجنود واللاجئين (7000 نسمة)، بالإضافة إلى سكان القرية'.
ويعلل الوحيدي ذلك بقوله: 'وسبب ذلك يتمثل في أنه كان يعمل تحت إمرة بعض المتنفذين في القرية حرس أهلي وبعض الجنود السودانيين وهم من حرس الحاكم العسكري، وكان الموسم موسم حصاد وكل النازحين تتواجد معهم كمية من الحبوب كمؤن لهم'.
ويستأنف بقوله: 'تذرَّع حينها الحرس بأنه يوجد أمر من القائد العام للقوات المصرية (أحمد المواوي بيك) بعدم نقل المواد الغذائية من منطقة إلى أخرى'. مؤكداً على قوله: 'وهذه أعذار من أجل مصادرة حبوب الناس اللاجئين وبيعها تحت إشراف رئيس بلدية الفالوجة الذي يوفر لهم للانكشارية السودانيين نصيباً فيها، فكان ينزل أغلب اللاجئين خوفاً على حبوبهم في الفالوجة.. فكان هذا الأمر سبب رئيس في تواجد عدد كبير من اللاجئين في الفالوجة'.
ضغوطات
ويحمّلنا الوحيدي هذه الأمانة الأدبية بقوله: 'فللعلم وللتاريخ إن أول طعنة في ظهر القضية الفلسطينية هي وجود 6000 جندي مصري محاصرين في الفالوجة، حيث كان مقابل القائد المصري المذكور قائد يهودي معروف (يجآل ألون)، وقيادته موجودة بالقرب من الفالوجة في كيبوتس نجبا'.
ويضيف شارحاً للموقف: 'فبعد حصار الفالوجة وتقهقر الجيش المصري إلى قطاع غزة وإعلان الهدنة وذهاب مندوبين عن الحكومة المصرية وعن حكومة إسرائيل في حينه إلى رودس من أجل المفاوضات وتثبيت الهدنة وشروطها والاتفاق على تخطيط الحدود تحت رقابة دولية واعتراف طرفي المفاوضات بها وتنفيذها، استغل الصهيانة حصار الجنود المصريين الذين أصبحوا تحت رحمة القوات الصهيونية فكلما تشدد الوفد المصري في المفاوضات مخالفاً وغير موافق على ما يريد أن يمليه عليه الوفد الصهيوني يقوم القائد الصهيوني بشن هجوم ليلي على الجنود المصريين بالطائرات والمدفعية والمفرقعات الصوتية من أجل إرهابهم وتعظيم الهول إعلامياً وسياسياً'. ويسترسل بقوله: 'وانعكس ذلك بالمظاهرات في مدينة القاهرة حول قصر الملك فاورق ورئيس الوزراء في حينه مطالبين العمل بكل قوة لسلامة أولادهم. فينتهز المجتمع المصري ويوعز إلى الوفد المفاوض بأن يتنازل نوعاً ما وتسير الأمور على ذلك لمدة أسبوع من المفاوضات، وهكذا تكررت العملية وتنازلت الحكومة المصرية في تلك الحقبة عن كل فلسطين باستثناء ما يسمى بقطاع غزة والحدود التي نتجت عن ذلك'
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر