شهادة جاك رينيه (رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في فلسطين عام 1948م, (طبيب))
يروي الشاهد ما رأته عيناه من مشاهد إجرامية قام بها اليهود ضد أهالي دير ياسين: فيقول: « لم يرفضوا مساعدتي فحسب, وإنما رفضوا أيضاً أن يتحملوا مسئولية ما يمكن أن يحدث لي. وكانت العصابة ترتدي ملابس الميدان وتعتمر الخوذات, وكان جميع أفرادها شباباً ومراهقين, ذكوراً وإناثاً, مدجيين بالسلاح, بالمسدسات والرشاشات والقنابل اليدوية. وكان القسم الأكبر منهم لا يزال ملطخاً بالدماء وخناجرهم الكبيرة في أيديهم. وعرضت فتاة جميلة تطفح عيناها بالجريمة, ويداها وهما تقطران دماً, وكانت تحركهما وكأنهما ميدالية حرب». ويواصل الطبيب شهادته قائلاً: «استمر القتل أمام عيني وقد استطعت رؤية شابة تطعن عجوزين, كهلاً وامرأة حتى الموت, وهما منكمشان على نفسيهما أمام عتبة كوخهما من شدة الخوف. كان هذا فريق «التنظيف» وكان واضحاً أنه ينفذ مهامه بجد متناه, حاولت دخول أحد المنازل فأحاط بي أكثر من (12) جندياً مصوبين بنادقهم الرشاشة نحوي, ومنعني ضابط من التحرك قائلاً: «إذا كان ثمة موتى فسيحضرون لي». فأثار كلامه غضبي الشديد, فقلت لهؤلاء المجرمين رأيي فيهم, وهددتهم ودفعتهم جانباً ودخلت المنزل. كانت الغرفة الأولى مظلمة وكل شيء مبعثراً, ولم يكن هناك جثث. وفي الغرفة الثانية المليئة بالأثاث الممزق وكافة أنواع الشظايا, رأيت بعض الجثث البادرة. هنا تمت التصفية بواسطة الرشاشات والقنابل اليدوية والسكاكين. وتكرر الأمر نفسه في الغرفة المجاورة. وعندما هممت بمغادرة المكان سمعت أصوات تنهدات, وبحثت عن مصدر الصوت مقلباً الجثث فتعثرت بقدم صغيرة حارة, وكان فتاة في العاشرة من عمرها مزقت بقنبلة يدوية, ولكنها لا تزال على قيد الحياة. وعندما هممت بحملها حاول أحد الضباط منعي من ذلك فدفعته جانباً حاملاً كنزي الثمين. ثم واصلت عملي, وأصدرت أوامر بإخلاء البيوت من الجثث. ولم يكن هناك من الأحياء غير امرأتين, إحداهما عجوز اختبأت خلف كومة من الحطب. وكان في القرية ما يزيد على (400) شخص. وقد هرب ما يقارب الأربعين. وأما الباقون فقد ذبحوا دون تمييز وبدم بارد. عدت إلى مقر الوكالة اليهودية في القدس وواجهت زعمائها الذين يتصنعون عدم الرضى عن مثل هذا العمل, ولكنهم لم يفعلوا شيئاً من أجل منع ارتكاب مثل هذه الجريمة التي لا توصف». ثم يذكر رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي, أنه قابل العرب, فطلبوا منه أن يعودوا إلى دير ياسين لدفن الجثث, ويتابع قائلاً: «قبلت المهمة وعدت إلى دير ياسين؛ حيث واجهت قادة الأرغون وهم في حالة عصبية. فحاولوا منعي من دخول القرية ففهمت مغزى تصرفاتهم لدى مشاهدتي عدد الجثث المعروضة في صف واحد على حافة الطريق العام. وطلبت بحزم المباشرة بعملية الدفن. وبعد نقاش طويل بوشر بحفر قبر جماعي في بستان صغير وبعد يومين انسحب الأرغون, واحتلت الهاجاناه مواقعها». |
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر