الفنان التشكيلي الفلسطيني الأردني " عدنان يحيى" من مواليد مدينة عمان عام 1960، حاصل على دبلوم معهد إعداد المعلمين، ومعهد الفنون الجميلة بعمان عام 1980، عمل في سلك تدريس الفنون، شارك في مجموعة كبيرة من المعارض الجماعية داخل الأردن وخارجه، وهو رسام كاريكاتير ومصور، له خصوصيته في التعبير عن الحس الإنساني من وجهة نظر سريالية.
لوحاته واحة متسعة على هموم الإنسان العربي وقضاياه المصيرية، تأخذ بناصية الحقيقة المرئية، وتدون مسارب القصيدة البصرية التعبيرية المشبعة بدروب الآلام المحسوسة، والمعايشة لواقع عربي مأزوم، تفتح بوابات الجراح متعددة العناوين والأماكن والفصول، تلوي عنق الحقيقة العارية بأوصاف شكلية حافلة بمشاهد الحزن العربي المقيم.
تدخل عوالم المأساة، ودروب الألم، وتسبر أغوار الفنان الذاتية، وتعكس حقيقة مشاعره، وانفعالاته مع محيطه، وتفاعله الصادق مع أحداث أمته العربية، وما يحيق فيها من مظالم، ومآسي وشجون، تستذكر مواسم القتل الجماعي لغزاة صهاينة عابرون، وترسم معالم الجلادين والضحايا في صور تعبير، طافحة بحركية الخطوط والملونات، تبقي خيارات النص البصري مفتوحة على المحاورة والتأويل والاجتهاد.
لوحات كل ما فيها يجسد حالة الوعي السردي بمدارات الألم العربي، وتلخيص رمزي لواقع مرئي، وذات إنسانية منفعلة بالأحداث العربية والإنسانية الجسام، تلوك مفاصل الألم، وتشرح مواضيعه وضحاياه، تطرق خزان المعاناة التي تطال الإنسان العربي عموماً والفلسطيني خوصاً، تقدمها كوجبات شكلية طافحة بمناهل الوصف والتعبير، تُدخل المتلقي في معين طيفها التعبيري الواسع، تدفعه لذرف الدموع على أحبة مزروعين في تراب الأرض العربية الفلسطينية متنوعة الأسماء والمجازر.
لوحاته منسجمة مع ذاته كفنان وإنسان، مندمجة بسلوكه وحسه الإنساني عال المستوى، وتضع حدودا واضحة، وصريحة لوظيفية الفن التشكيلي، ودوره الاجتماعي في وصف الواقع والتماهي معه والتفاعل فيه، وتخرج عن سياق الشعارات الفنية فارغة المحتوى والمضمون، مؤثرة أنفاس الاتجاهات التعبيرية الرمزية المشوبة بلمسات سريالية الوقع الفني، والأثر النفسي التي تُحدثه في عين المتلقي وبصيرته.
فلسطين هي العنوان الرئيس في كثير من رسومه، والوطن العربي هو الواحة الكبيرة التي تستوعب جميع تجلياته الخطية واللونية، وترسم تفاصيل ولائمه البصرية، ومنافذ سرده التشكيلي المنفعل بالحدث اليومي، ومفتوحة على حكاياته البصرية، ومجاز التدوين الشكلي، وتوثيق بصري أمين للمجازر الكبرى التي حدثت للشعب العربي الفلسطيني، منذ اغتصاب فلسطين على أيدي الهمجية الصهيونية الأوربية والأمريكية في حرب عام 1948، التي جعلت من الشعب العربي الفلسطيني ضحية مستدامة على مسرح السياسة الدولية.
ومن الغزوة الصهيونية الأوربية الأمريكية، ومن سار في فلكها من دول وأنظمة عربية وسواها مجرد قتلة ومجرمين، ممعنون في مزاولة أدوارهم الوظيفية في استمرار دوامة العنف والقهر والقتل الفردي والجماعي، واستباحة دماء الشعوب، واستلاب الأرض والمقدسات العربية والإسلامية والخيرات، وديمومة المجازر في أكثر من مكان فلسطيني وموقع.
لوحات تعبيرية تصويرية، تفند المجازر المنفذة بأيد الصهاينة، محمولة بالحقد والكراهية، وموصولة بآليات القتل والدمار من جميع صنوف الأسلحة، في فلسطين ولبنان، تجد في أعماله فيض واسع من التدوين التاريخي والمسحة الرمزية، والصورة البصرية الشاملة لحقائق العدوان، تطل بقامتها نكبة اغتصاب فلسطين الكبرى عام 1948، دير ياسين، صبرا وشاتيلا، قانا، جنين، اغتيال القادة الفلسطينيين، وأماكن وأسماء أخر لا تعد ولا تحصى.
لوحات يصوغها الفنان بتقنيات سردية متنوعة الأحبار والملونات، ومتعددة المضامين والنصوص، تقوم على البنية التشكيلية المتواترة التي تقسم سطوح اللوحات إلى مساحات متقابلة، تراكمية مستوعبة لمدارات قصصه، ومحاكية لفصل سرده وتوزع عناصر مفرداته، المعبرة عن الحالة الإنسانية الموصوفة، تجد لها في المدارس والاتجاهات السريالية الموشاة بواقعية تسجيلية ورمزية واحة مريحة لتصوير مقاماتها السردية.
تفوح منها موسيقى الألم المزوج بدماء الشهداء وأشلاء الضحايا، وتداعيات الأمل المسكون في أجسادهم، والمتواري في تجليات الحزن الفلسطيني والعربي عموماً، ومدارات الزمن العربي الرديء، بألوان متجانسة مع مأساوية الحالة التعبيرية، ورمادية المواقف والشخوص، تألف ملوناتها الداكنة، الشاحبة المستأنسة بفصول المآسي والمجازر لفنان كان وما زال، أميناً لذاته وفنه ودوره الإنساني في رسم معالم الحقائق والجرائم الصهيونية المرتكبة طيلة قرن من الزمن
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر