تبرز ظاهرة الاستشهاد في الواقع الفلسطيني المعاصر واضحة جلية، من بين ظواهر أخرى في انتفاضة الأقصى التي هي عند الشروع في كتابة هذا الحديث في منتصف شهرها العاشر.وتحظى هذه الظاهرة بعناية خاصة على مختلف صعد الصراع العربي الصهيوني الممتد، الذي دخل بانتصار المقاومة في لبنان وبانتفاضة الأقصى مرحلة جديدة عام2000 وذلك بما لها من تأثير قوي فعال على مسار الصراع ،وبما تثيره من مشاعر ، وتطرحه من أفكار.
في تناولي هذا الموضوع سوف أقوم أولا بالتعرف على الظاهرة، ثم أبحث عن عواملها في الواقع الفلسطيني المعاصر ، ثم تبين تأثير فعلها المتعاظم وأختم بالنظر في مستقبلها . وأمهد لذلك كله بوقفة أمام عنوان الحديث لتحدثي المصطلحين الواردين فيه.
الواقع الفلسطيني المعاصر:
حين ننظر في الواقع الفلسطيني المعاصر نرى قطرا عربيا رازحا تحت نير استعمار استيطاني صهيوني عنصري ، فيه فلسطينيون تسلط عليهم الكيان الإسرائيلي منذ عام 1948 حين أقامته قوى الاستعمار الغربي ، يمارس عنصريته ويجبرهم على حمل جنسية إسرائيلية . وفيه فلسطينيون تسلط عليهم الاحتلال منذ حرب حزيران يوينو عام 1967 ، حين احتل الضفة الغربية وقطاع غزة.
ونرى أيضا فلسطينيين خارج وطنهم لاجئين يحول العدو الإسرائيلي بينهم وبين العودة إلى الوطن، ونصب أعينهم التحرير والعودة .
ويحيط بهذا الواقع الفلسطيني المعاصر واقع عربي معاصر ، يتربص به الكيان الإسرائيلي ويعمل بدعم من قوى الاستعمار الغربي الذي أوجدته ، على التحكم في مقدراته، والاستمرار في احتلال هضبة الجولان السورية العربية التي احتلها عام 1967، وفرض نظام الشرق الأوسط عليه نظاما إقليميا تكون له القيادة فيه.
وقد شهد هذا الواقع العربي المعاصر انتصار المقاومة اللبنانية على العدو الإسرائيلي ونجاحها في تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي الذي استمر منذ عام 1978 فكان تتويج هذا الانتصار بيوم المقاومة والتحرير في 25/5/2000م.
إن أبرز ما في هذا الواقع الفلسطيني المعاصر هو انتفاضة الأقصى التي بدأت يوم 28/9/2000م، لتكون حلقة أخرى مضيئة في سلسلة حلقات جهاد الشعب العربي الفلسطيني ضد الغزوة الاستعمارية الصهيونية لوطنه فلسطين. وفي هذا الواقع أيضا ما يمارسه الصهاينة حكومة إسرائيلية وجيشا واحتلالاً ومستعمرين مستوطنين من جرائم يومية على أصحاب الوطن المحتل. وإن لنا أن نستحضر الصور التي نقلتها وسائل الإعلام وما اقترن بها من أخبار وصور حية.
جذور هذا الواقع ممتدة في أعماق أرض فلسطين، وتاريخ الصراع العربي الصهيوني ، وضروري من أجل فهم ظاهرة الاستشهاد في الواقع الفلسطيني تتبع هذه الجذور ، واستحضار تاريخ الصراع، ونكتفي بإشارات، فقد بدأ الصراع حين باشرت الحركة الصهيونية ، بدعم من قوى الاستعمار الغربي ، تهجير اليهود من أوطانهم وتوظيفهم في استعمار استيطاني صهيوني لفلسطين، وتصدي الشعب العربي الفلسطيني ليقاوم هذا التحالف الصهيوني الاستعماري ، وذلك في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي. واستمر هذا الصراع على مدى القرن العشرين الميلادي ، ومر بمراحل انتقلت الغزوة الصهيونية فيها من التسلل، إبان الحكم العثماني إلى التغلغل بعد فرض الاستعمار البريطاني على فلسطين منذ آخر عام 1917 إلى الغزو بعد أن فرضت قوى الهيمنة الغربية بعامة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية – إقامة إسرائيل عام 1948 ودعتها لتكون قاعدة استعمارية استيطانية لها في قلب الوطن العربي ودائرة الحضارة الإسلامية. ودخلت الغزوة الصهيونية مرحلة التوسع بحرب حزيران يونيو 1967 وعلى مدى قرن بطوله استمرت مقاومة الشعب العربي الفلسطيني لهذا التحالف الاستعماري الصهيوني.
كان الجامع المشترك في سلوك التحالف الاستعماري الصهيوني طوال غزوته العنصرية هو العدوانية والظلم والعسف.
وقد قامت بريطانيا بدور كبير فيه بين عامي 1917 و1948 وإلى جانبها كانت عصابات الإرهاب الصهيونية الهاجاناه وأرغون وشتيرن،وتولت هذه العصابات الإرهابية التي كونت حكومة الكيان الإسرائيلي بعد إقامته هذا الدور وإلى جانبها كانت الولايات المتحدة توفر الحماية الدولية للإرهاب الصهيوني، وتدعمه في عدوانيته وظلمه وعسفه، واستقرت في ذاكرة شعب فلسطين العربي جرائم الاستعمار البريطاني والإرهاب الصهيوني ، والإرهاب الرسمي للحكومات المتعاقبة، التي بلغت في فظاعتها وبشاعتها وقسوتها حدا غير مسبوق.
بالمقابل كان المحرك الرئيسي لمقاومة الشعب العربي الفلسطيني ولأبناء الأمة العربية المقاومين معه في مواجهة العدو الاستعماري الصهيوني هو الجهاد في سبيل الله ذودا عن الوطن والأرض والعرض، ودفعا للظلم ، وردا على العدوان. وقد برز فيه أبطال استشهد منهم كثيرون . وتطورت أساليب المقاومة في هذا الجهاد المتصل تبعا للظروف المحيطة بالصراع، ولافت أن الاسم الذي كان يطلق على المقاومين عبر عن هذا التطور فهم قبل 1948 المجاهدون وفيهم الفدائي الذي وصفه الشاعر إبراهيم طوقان في قصيدته عبس الخطب فابتسم وطغى الهول فاقتحم وهم بين 1948 و1987 الفدائيون ، وقد برز من بينهم منذ الانتفاضة الأولى عام 1987 الاستشهاد يون الذين أسهموا في صنع ظاهرة الاستشهاد في انتفاضة الأقصى الراهنة.
ظاهرة الاستشهاد:
ظاهرة الاستشهاد تعني أن الاستشهاد تكرر حتى أصبح ظاهرة والاستشهاد هو فعل يقع في دائرة الجهاد في سبيل غاية ،والجهاد عند المؤمن بالله يكون في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ، وتعبير في سبيل الله يتضمن الذود عن الوطن والعرض والمال والعمل لانتصار القيم العلا، التي نزل بها الوحي الإلهي ، ويتميز الاستشهاد عن أفعال أخرى تقع في دائرة الجهاد بأن الإستشهادي القائم به يكون قد وضع نصب عينيه الشهادة في سبيل الله ، فهو طالب الشهادة وقد عزم على أن يقاتل العدو إلى أن يقتل هو ويقضى نحبه فيكون شهيدا .
ووارد من ثم أن يلتحم هو نفسه بسلاحه وأدواته التي يستخدمها لضرب العدو، فيغدو جزءا منها ، وهذا هو حال الاستشهادي الذي يفجر سيارة مفخخة، فالسيارة من أدواته و المتفجرات من سلاحه وهو أيضا حال الاستشهادي الذي يجعل الحزام الناسف نطاقا له وسلاحا، ويفجره بنفسه، وهو سليل ذلك المجاهد الاستشهادي الذي كان ينزل بسلاحه إلى الوغى فيقاتل بلا هوادة إلى أن يقتل ويقضي نحبه شهيدا.
حين نتأمل في العناصر المكونة للاستشهاد نجد إنسانا هو الاستشهادي يؤمن بعقيدة تعلى من شأن الشهادة ، يعيش في وسط اجتماعي يكرم الشهداء وذويهم.
أذكر أنني وقفت أمام العنصرين الأولين حين وقعت عملية شهداء قبية يوم 25/11/1987 الموافق 3/4/1408هـ، التي فتحت الطريق أمام انتفاضة عام 1987 مع عمليتين أخريين، فرأيت بطلها الشاب أبا رامي ، عمره اثنان وعشرون عاما ، وهو واحد من أربعة فدائيين اقتحموا قاعدة جيبور العسكرية قرب مستعمرة كريات شمونة شمال فلسطين بطائرة شراعية ذات محرك ، وقد اقتحم هذا الفدائي الطيار قاعدة مكتظة بالجنود ، ورمي بذخيرته أولا، ثم بنفسه، فقتل وجرح عشرات من جنود العدو قبل أن يستشهد ويشهد الجنة وتشهد له روحه عند خالقه، وتأملت في العقيدة التي آمن بها هذا البطل، فوجدت أن الشهيد عند المؤمنين مسلمين ومسيحيين، هو الذي يشهد عند انتقاله إلى ربه ما أعد له من نعيم وتشهد روحه عند ربه بما قدمه في سبيل الله، وهو حي عند ربه مرزوق ، وتداعت إلى خاطري وأنا أنظر في استشهاد أبي رامي الطيار الشاب قصة جعفر بين أبي طالب رضي الله عنه الذي لقب بعد استشهاده في غزوة مؤتة بالطيار وأوجزتها كما روتها كتب السيرة النبوية، فقد تولى جعفر القيادة بعد استشهاد زيد ابن حارثة، وكان يحمل اللواء بيمينه، فحين قطعت حمله بشماله فقطعت فاحتضن اللواء بعضديه ، فتكاثروا عليه ، وضربه بعضهم حتى انشطر جسمه نصفين.
وقال عبد الله بن عمر: التمسنا جعفر بن أبي طالب في القتلى فوجدناه ، ووجدنا في جسده بضعا وتسعين ضربة ورمية ليس منها شيء في ظهره، وكان جعفر يومئذ في الثالثة والثلاثين من عمره.
وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بأن الله أبدل جعفرا من يديه اللتين قطعتا جناحين يطير بهما في الجنة ، فاشتهر باسم جعفر الطيار وكان جعفر حين اقتحم الوغى حاملا اللواء يردد يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وباردا شرابها. وتفصيل حديث وقفتي تلك في كتابي الانتفاضة والصحوة العربية.
العنصر الثالث الذي هو الوسط الاجتماعي المكرم للشهداء وذويهم ، تتحدث عنه وكالات الأنباء عند كل عملية استشهادية ونسوق هنا مثلين صادفاني وأنا أكتب هذا الحديث.
في تناولي هذا الموضوع سوف أقوم أولا بالتعرف على الظاهرة، ثم أبحث عن عواملها في الواقع الفلسطيني المعاصر ، ثم تبين تأثير فعلها المتعاظم وأختم بالنظر في مستقبلها . وأمهد لذلك كله بوقفة أمام عنوان الحديث لتحدثي المصطلحين الواردين فيه.
الواقع الفلسطيني المعاصر:
حين ننظر في الواقع الفلسطيني المعاصر نرى قطرا عربيا رازحا تحت نير استعمار استيطاني صهيوني عنصري ، فيه فلسطينيون تسلط عليهم الكيان الإسرائيلي منذ عام 1948 حين أقامته قوى الاستعمار الغربي ، يمارس عنصريته ويجبرهم على حمل جنسية إسرائيلية . وفيه فلسطينيون تسلط عليهم الاحتلال منذ حرب حزيران يوينو عام 1967 ، حين احتل الضفة الغربية وقطاع غزة.
ونرى أيضا فلسطينيين خارج وطنهم لاجئين يحول العدو الإسرائيلي بينهم وبين العودة إلى الوطن، ونصب أعينهم التحرير والعودة .
ويحيط بهذا الواقع الفلسطيني المعاصر واقع عربي معاصر ، يتربص به الكيان الإسرائيلي ويعمل بدعم من قوى الاستعمار الغربي الذي أوجدته ، على التحكم في مقدراته، والاستمرار في احتلال هضبة الجولان السورية العربية التي احتلها عام 1967، وفرض نظام الشرق الأوسط عليه نظاما إقليميا تكون له القيادة فيه.
وقد شهد هذا الواقع العربي المعاصر انتصار المقاومة اللبنانية على العدو الإسرائيلي ونجاحها في تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي الذي استمر منذ عام 1978 فكان تتويج هذا الانتصار بيوم المقاومة والتحرير في 25/5/2000م.
إن أبرز ما في هذا الواقع الفلسطيني المعاصر هو انتفاضة الأقصى التي بدأت يوم 28/9/2000م، لتكون حلقة أخرى مضيئة في سلسلة حلقات جهاد الشعب العربي الفلسطيني ضد الغزوة الاستعمارية الصهيونية لوطنه فلسطين. وفي هذا الواقع أيضا ما يمارسه الصهاينة حكومة إسرائيلية وجيشا واحتلالاً ومستعمرين مستوطنين من جرائم يومية على أصحاب الوطن المحتل. وإن لنا أن نستحضر الصور التي نقلتها وسائل الإعلام وما اقترن بها من أخبار وصور حية.
جذور هذا الواقع ممتدة في أعماق أرض فلسطين، وتاريخ الصراع العربي الصهيوني ، وضروري من أجل فهم ظاهرة الاستشهاد في الواقع الفلسطيني تتبع هذه الجذور ، واستحضار تاريخ الصراع، ونكتفي بإشارات، فقد بدأ الصراع حين باشرت الحركة الصهيونية ، بدعم من قوى الاستعمار الغربي ، تهجير اليهود من أوطانهم وتوظيفهم في استعمار استيطاني صهيوني لفلسطين، وتصدي الشعب العربي الفلسطيني ليقاوم هذا التحالف الصهيوني الاستعماري ، وذلك في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي. واستمر هذا الصراع على مدى القرن العشرين الميلادي ، ومر بمراحل انتقلت الغزوة الصهيونية فيها من التسلل، إبان الحكم العثماني إلى التغلغل بعد فرض الاستعمار البريطاني على فلسطين منذ آخر عام 1917 إلى الغزو بعد أن فرضت قوى الهيمنة الغربية بعامة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية – إقامة إسرائيل عام 1948 ودعتها لتكون قاعدة استعمارية استيطانية لها في قلب الوطن العربي ودائرة الحضارة الإسلامية. ودخلت الغزوة الصهيونية مرحلة التوسع بحرب حزيران يونيو 1967 وعلى مدى قرن بطوله استمرت مقاومة الشعب العربي الفلسطيني لهذا التحالف الاستعماري الصهيوني.
كان الجامع المشترك في سلوك التحالف الاستعماري الصهيوني طوال غزوته العنصرية هو العدوانية والظلم والعسف.
وقد قامت بريطانيا بدور كبير فيه بين عامي 1917 و1948 وإلى جانبها كانت عصابات الإرهاب الصهيونية الهاجاناه وأرغون وشتيرن،وتولت هذه العصابات الإرهابية التي كونت حكومة الكيان الإسرائيلي بعد إقامته هذا الدور وإلى جانبها كانت الولايات المتحدة توفر الحماية الدولية للإرهاب الصهيوني، وتدعمه في عدوانيته وظلمه وعسفه، واستقرت في ذاكرة شعب فلسطين العربي جرائم الاستعمار البريطاني والإرهاب الصهيوني ، والإرهاب الرسمي للحكومات المتعاقبة، التي بلغت في فظاعتها وبشاعتها وقسوتها حدا غير مسبوق.
بالمقابل كان المحرك الرئيسي لمقاومة الشعب العربي الفلسطيني ولأبناء الأمة العربية المقاومين معه في مواجهة العدو الاستعماري الصهيوني هو الجهاد في سبيل الله ذودا عن الوطن والأرض والعرض، ودفعا للظلم ، وردا على العدوان. وقد برز فيه أبطال استشهد منهم كثيرون . وتطورت أساليب المقاومة في هذا الجهاد المتصل تبعا للظروف المحيطة بالصراع، ولافت أن الاسم الذي كان يطلق على المقاومين عبر عن هذا التطور فهم قبل 1948 المجاهدون وفيهم الفدائي الذي وصفه الشاعر إبراهيم طوقان في قصيدته عبس الخطب فابتسم وطغى الهول فاقتحم وهم بين 1948 و1987 الفدائيون ، وقد برز من بينهم منذ الانتفاضة الأولى عام 1987 الاستشهاد يون الذين أسهموا في صنع ظاهرة الاستشهاد في انتفاضة الأقصى الراهنة.
ظاهرة الاستشهاد:
ظاهرة الاستشهاد تعني أن الاستشهاد تكرر حتى أصبح ظاهرة والاستشهاد هو فعل يقع في دائرة الجهاد في سبيل غاية ،والجهاد عند المؤمن بالله يكون في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ، وتعبير في سبيل الله يتضمن الذود عن الوطن والعرض والمال والعمل لانتصار القيم العلا، التي نزل بها الوحي الإلهي ، ويتميز الاستشهاد عن أفعال أخرى تقع في دائرة الجهاد بأن الإستشهادي القائم به يكون قد وضع نصب عينيه الشهادة في سبيل الله ، فهو طالب الشهادة وقد عزم على أن يقاتل العدو إلى أن يقتل هو ويقضى نحبه فيكون شهيدا .
ووارد من ثم أن يلتحم هو نفسه بسلاحه وأدواته التي يستخدمها لضرب العدو، فيغدو جزءا منها ، وهذا هو حال الاستشهادي الذي يفجر سيارة مفخخة، فالسيارة من أدواته و المتفجرات من سلاحه وهو أيضا حال الاستشهادي الذي يجعل الحزام الناسف نطاقا له وسلاحا، ويفجره بنفسه، وهو سليل ذلك المجاهد الاستشهادي الذي كان ينزل بسلاحه إلى الوغى فيقاتل بلا هوادة إلى أن يقتل ويقضي نحبه شهيدا.
حين نتأمل في العناصر المكونة للاستشهاد نجد إنسانا هو الاستشهادي يؤمن بعقيدة تعلى من شأن الشهادة ، يعيش في وسط اجتماعي يكرم الشهداء وذويهم.
أذكر أنني وقفت أمام العنصرين الأولين حين وقعت عملية شهداء قبية يوم 25/11/1987 الموافق 3/4/1408هـ، التي فتحت الطريق أمام انتفاضة عام 1987 مع عمليتين أخريين، فرأيت بطلها الشاب أبا رامي ، عمره اثنان وعشرون عاما ، وهو واحد من أربعة فدائيين اقتحموا قاعدة جيبور العسكرية قرب مستعمرة كريات شمونة شمال فلسطين بطائرة شراعية ذات محرك ، وقد اقتحم هذا الفدائي الطيار قاعدة مكتظة بالجنود ، ورمي بذخيرته أولا، ثم بنفسه، فقتل وجرح عشرات من جنود العدو قبل أن يستشهد ويشهد الجنة وتشهد له روحه عند خالقه، وتأملت في العقيدة التي آمن بها هذا البطل، فوجدت أن الشهيد عند المؤمنين مسلمين ومسيحيين، هو الذي يشهد عند انتقاله إلى ربه ما أعد له من نعيم وتشهد روحه عند ربه بما قدمه في سبيل الله، وهو حي عند ربه مرزوق ، وتداعت إلى خاطري وأنا أنظر في استشهاد أبي رامي الطيار الشاب قصة جعفر بين أبي طالب رضي الله عنه الذي لقب بعد استشهاده في غزوة مؤتة بالطيار وأوجزتها كما روتها كتب السيرة النبوية، فقد تولى جعفر القيادة بعد استشهاد زيد ابن حارثة، وكان يحمل اللواء بيمينه، فحين قطعت حمله بشماله فقطعت فاحتضن اللواء بعضديه ، فتكاثروا عليه ، وضربه بعضهم حتى انشطر جسمه نصفين.
وقال عبد الله بن عمر: التمسنا جعفر بن أبي طالب في القتلى فوجدناه ، ووجدنا في جسده بضعا وتسعين ضربة ورمية ليس منها شيء في ظهره، وكان جعفر يومئذ في الثالثة والثلاثين من عمره.
وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بأن الله أبدل جعفرا من يديه اللتين قطعتا جناحين يطير بهما في الجنة ، فاشتهر باسم جعفر الطيار وكان جعفر حين اقتحم الوغى حاملا اللواء يردد يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وباردا شرابها. وتفصيل حديث وقفتي تلك في كتابي الانتفاضة والصحوة العربية.
العنصر الثالث الذي هو الوسط الاجتماعي المكرم للشهداء وذويهم ، تتحدث عنه وكالات الأنباء عند كل عملية استشهادية ونسوق هنا مثلين صادفاني وأنا أكتب هذا الحديث.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر