الفنان التشكيلي الفلسطيني "سلام منير دياب" المولود عام 1979 في مدينة طمره بفلسطين المحتلة منذ عام 1948، درس الفن في بداية رحلته الفنية بمحترف الفنان الفلسطيني " إبراهيم حجازي"، ثم تسنى له متابعة دراسته الأكاديمية في ميادين الفنون والتربية بمعاهد وكليات الكيان الصهيوني المتاحة، ما بين أعوام 1998-2001، وهو عضو في جمعية "إبداع" رابطة الفنانين التشكيليين العرب في منطقة كفر ياسيف، أقام مجموعة من المعارض الفردية داخل فلسطين المحتلة وخارجها، ومن أكثر الفنانين نشاطاً وحيوية وحركة ما بين أقرانه.
هو فنان كثير الصنائع، تغويه فتنة المحاولة، ومساحة البحث الفني ، والتجريب على خامات تقنية متعددة، ومتواجد في أكثر من ميدان فني تشكيلي، سواء أكان في إطار التصوير الفني الملون والمسطح، أو في سياق خامات البيئة المحيطة من أحجار وأخشاب ولدائن وبقايا صناعية، أو عبر خطوطه العربية العفوية، ومنحوتاته في وجوهها التشكيلية المعبرة، عن كتلة هنا ومساحة فراغ هناك، تستوف شروط المعيارية الفنية للنصب التذكارية، والمتناغمة مع مدارات النحت ثنائي وثلاثي الأبعاد. تجود فيها موهبته المدربة بقرائح وصف بصري، حافلة بالبساطة الشكلية، لنصوص متوالية الأشكال والصور، وتُغري عين المتلقي وعقله في سهولة بيانها البصري، ومركباتها الشكلية المؤتلفة.
أعماله الفنية لا تعقيد فيها، ولا كلاسيكية نمطية في الوصف والإحالة الدلالية. هي في التصوير الملون خارجة عن سرب اللوحات التقليدية المؤطرة، بل تشدو مقامات سرد فنية مشدودة باتجاهات الحداثة التعبيرية، لتصنع حالة من التفرد وخصوصية التأليف البصري، والتوليف التقني لنماذج متوالدة من مُخيلته تارة، ومُجاريه لأساليب معلمه الأول الفنان (حجازي) في محاكاة وصف وتعبير تارة أخرى، لاسيما الأعمال المتصلة بالكائنات الحية، واللعب على مفاتن الفكرة المنشودة في تداعيات النصوص المتشابهة والمتكررة في أكثر من عمل فني.
هو فنان مفتون بذاتيه الباحثة عن أساليب وصف وصياغة تعج بالخصوصية، ومرهون بغنائية اللحظة العابرة وتداعيات المغامرة المشروعة في واحة الإنسان، والطبيعة وتجليات الأرض الفلسطينية، بطريقته الخاصة ومقدرته الفنية على سبك معالم تقنياته، والإيحاء لمشاهدي أعماله على قدرته في التوصيل وفتح صفحة للتمتع الشخصي، بهذا التنوع المقصود في المعالجة التقنية وتخير الموضوع، والتنقل المريح ما بين صورة تعبيرية وأخرى، مجالها الحيوي الرمزية الكامنة وراء كل نص بصري من سردياته الفنية، تارة نراها متوارية في مواضيع الفروسية، والتناص البصري لتجليات القادة العظام في متن التاريخ العربي العريق، عبر الفرسان الذين يمتطون صهوات أحصنتهم، في هيئات شكلية متنوعة، حاملة في جعبتها فسحة للأماني، ووصل المنقطع في يوميات الرؤى والتجلي الفني.
وتارة أخرى يبوح بسرد القصيدة الملونة، المستعارة من الحقول والأرياف الفلسطينية العامرة بالحياة والحركة، واللعب التقني على سطوح الخامات المستعملة، يقتحمها بكلمات خطيّة ذات مضمون ومعنى إنساني، وإشارة رمزية لمفاهيم الوطن والمواطنة المفقودة، مبشراً بالعودة الحتمية للأهل والأقارب وأصحاب الأرض الحقيقيين من أبناء الشعب العربي الفلسطيني، الذين ُهجروا واقتلعوا من أرضهم بفعل آلة الغزو الصهيونية عام 1948، والمتكررة والتي لم تفقدهم الحلم وتبث في النفوس تباشير الأمل.
وفي بعض الأحوال نجد لوحاته، معنية بالزخارف العربية الهندسية المتكررة، كمؤشر رمزي ودلالي على الانتماء لوطن وتاريخ عربي مجيد. وبعضها يعكس روح أصالته وتعبيرات الوصل بأمته، والشعور بالحدث الفلسطيني والتعبير عنه بوسائط الفن البسيطة، التي يُدونها الفنان في أعماله ، وهي أشبه برسائله التضامنية والحسيّة مع أبناء شعبه الفلسطيني المقاوم في الضفة الغربية وغزة، وما يتعرض له هذا الشعب من تمزيق وتقتيل وتهويد وتشريد، لتكون العبارة الخطيّة المكتوبة والمسكوبة على سطوح الأوراق الملونة ميداناً مناسباً لمكنوناته الحسيّة والانفعالية.
ولحجارة الوطن الفلسطيني، ثمة مساحة واسعة في توليفات أفكاره وتقنياته، معنية بعراك الكتلة وتباين السطوح، ومدارات الفكرة والقول السردي المنقوش فوق سطوحها، وتلخيص لمجموعة من الأماني والتجليات الوطنية، لاسيما المنحوتة التي تتغني بصريح الوصف الشكلي لخارطة فلسطين الجغرافية المتداعية فوق سطوح أحجاره، والمتخندقة في صورة تبسيطية لأنثى، متآلفة في حسها الجمالي مع مجموعة رمزية البيوت الفلسطينية المسطحة، والمعبرة عن ريفيتها وبساطتها الشكلية.
تقنياً، تعامل الفنان كما أشرنا، مع جميع التقنيات المادية المتاحة، المتصلة لميادين الفنون الجميلة التشكيلية، والتطبيقية متنوعة المهارات الأدائية والصنائع، ولم تترك مجالاً للوصف البصري من رسم وتلوين، وأنماط كولاج لصقي مؤتلفة من خامات الورق المقوى والقماش، وصفائح الخشب إلا ولها فيه تذكار ومجال حركي لتجليات الفكرة، وكذلك الأمر بالنسبة لخيوط الصوف التي نسج من معينها سقف حدوده الوطنية المبشرة بعودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم، أو تلك العبارة الصريحة التي تحمل رقم 1948 والمصنوعة من ورق الكرتون التجاري في صورة فنية مناسبة، ومواتية لمدلولات المعاني، وحتى الملصقات المفتوحة على جرح رفح وقطاع غزة، وصولاً للحجارة الرخامية التي عزف فوق توليفاتها الطبيعية نصب تعبير وحكايات فنية لأحلام مُتسعة على الابتكار.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر