وم 14 آب سنة 1929 قام اليهود بمناسبة خراب الهيكل بمظاهرة في تل ابيب رفعوا فيها الاعلام اليهودية وكانوا يهتفون "الحائط حائطنا والقدس قدسنا" وكانوا ينشدون نشيد (هتكفا) ومن هناك اتجهوا نحو القدس.
يوم 15 آب صادفت ذكرى المولد النبوي الشريف قام العرب على اثرها بمظاهرة كبرى في القدس واندلعت الاشتباكات وسقط عشرات القتلى والجرحى.
في ظهر يوم الجمعة 23 آب سرى خبر ان اليهود قتلوا عربيين وقامت المظاهرات في عدة مدن نابلس والخليل حيث وقع العديد من الضحايا.
اما في يافا فقد قام الصهاينة بهجوم على (سكنة ابي كبير) وقتلوا إمام المسجد الشيخ عبد الغني عون وستة من افراد اسرته وقتله اليهودي "خانكن" (يوسف ابراهيم مزراحي) الذي ثبتت عليه تهمة القتل، اما في القدس فقد قام الصهاينة بهجوم على مقام الصحابي عكاشة واحدثوا فيه اضرارا كبيرة.
اما في صفد فكانت الاصطدامات اشد شراسة وسقط العشرات من القتلى والجرحى، تخلل ذلك احداث نهب للمخازن والدكاكين بين الطرفين، لقد استمرت الاحداث 15 يوما كانت حصيلتها قتل 13 يهوديا وجرح 329 وقتل 116 عربيا وجرح 232.
وكانت غالبية الاصابات بين العرب برصاص القوات العسكرية والشرطة البريطانية كما اعتقلت القوات البريطانية مئات الاشخاص وزجتهم في السجون وقد اتخذت السلطات البريطانية اجراءات شديدة من اجل وضع حد للاشتباكات الدامية التي امتدت الى معظم القرى والمدن الفلسطينية.
وقد اعتقلت السلطات البريطانية 792 عربيا حكم على 20 منهم بالاعدام واستقر الحكم في النهاية على ثلاثة اشخاص هم: عطا احمد الزير ومحمد جمجوم من الخليل وفؤاد حجازي من صفد كما اعتقلت 92 يهوديا حكم على شخص واحد بالاعدام هو (خانكين) وقد سجن 6 اعوام فقط.
*تنفيذ حكم الاعدام*بعد ان امضى المعتقلون الثلاثة عدة اشهر في سجن عكا رهن الاعتقال، تم ابلاغهم بان السابع عشر من حزيران سنة 1930 سيكون موعد تنفيذ حكم الاعدام بهم.
وكان اول الشهداء الثلاثة الذين اعدمتهم السلطات البريطانية واصغرهم سنا الشهيد فؤاد حسن حجازي من مواليد صفد سنة 1904 التي تلقى فيها دراسته الابتدائية ثم الثانوية، في الكلية الاسكتلندية وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الامريكية في بيروت، وكان يقول لزائريه قبل اعدامه: "اذا كان اعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئا من كابوس الانجليز عن الامة العربية فليحل الاعدام في عشرات الالوف امثالنا كي يزول هذا الكابوس عنا تماما".
اما محمد جمجوم فيقول: "نحمد الله على اننا نحن الذين لا اهمية لنا نذهب فداء الوطن، لا اولئك الرجال الذين يستفيد الوطن من جهودهم".
ولد محمد جمجوم في مدينة الخليل سنة 1902 وتلقى دراسته الابتدائية فيها واشترك في عدة مظاهرات ضد الاستعمار والصهيونية.. واحتجاجا على اغتصاب الاراضي.
اما عطا الزير فهو من مواليد الخليل سنة 1895 تعلم في الكتّاب وكانت له ميول في نظم الشعر وعرف منذ صغره بجرأته وقوته الجسمانية.
وقد اصدرت جريدة اليرموك عددا مستعجلا بمناسبة اعدام الابطال الثلاثة، ونشرت على صفحتها الاولى – العدد 410 18/6/19430 ص 2 ما يلي:
"اعدام فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم – مظهر من مظاهر سياسة تصريح بلفور، فليس دم هؤلاء الشهداء من ابناء فلسطين اصول شجرة الاستقلال العربي "احيوا ذكرى يومهم هذا في كل عام".
اما وصية الشهيد فؤاد حجازي فجاء فيها لاخويه يوسف واحمد ما يلي:
"اوصيكما بالتعاضد والمحبة، ورجائي ان تلجآ الى الهدوء والسكينة ان فؤاد لم يخلق الا لهذه الساعة وله الشرف الاعلى ان يقضي في سبيل القضية العربية الفلسطينية، "انني من جهتي اسامح كل من شهد عليّ خاصة سعيد العسكري، وغدا يوم الحشر سأقابله واطلب حقي منه من الله سبحانه وتعالى.. البكاء، الشجار، التصويت، هذا ممنوع قطعيا لانني لم اكن ارضاها في حياتي خاصة تمزيق الثياب.
"ان ضريحي سيشيد على نفقة لجنة الاسعاف العربية، فلتعمل جنينة عند ضريحي بدرابزين على الداير".
"ان يوم 17 حزيران من كل سنة، يجب ان يكون يوما تاريخيا تلقى فيه الخطب وتنشد الاناشيد على ذكرى دمائنا المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية".
اما عطا الزير ومحمد جمجوم فقد خضبا ايديهما بالحناء حسب تقاليد اهالي الخليل في الاعراس.
لقد تم اعدام فؤاد حجازي في الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء ومحمد جمجوم في الساعة التاسعة وعطا الزير في الساعة العاشرة وكانوا ينشدون في سجنهم – النشيد الذي نظمه نجيب الريس:
يا ظلام السجن خيم-اننا نهوى الظلاما
ليس بعد الليل الا-فجر مجد يتسامى
كما رثاهم الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان بقصيدته المشهورة "الثلاثاء الحمراء" التي مطلعها:
لما تعرض نجمك المنحوس-وترنحت بعرى الجبال رؤوس
ناح الاذان واعول الناقوس-فالليل اكدر والنهار عبوس
كما تغنى الشعب باغنية شعبية ذكرتها الراوية رضا شحادة بعنوان: احزان عام 1929، جاء في مطلعها:
من سجن عكا وطلعت جنازة-محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا ربي جازي-المندوب السامي وربعه عموما
يوم 15 آب صادفت ذكرى المولد النبوي الشريف قام العرب على اثرها بمظاهرة كبرى في القدس واندلعت الاشتباكات وسقط عشرات القتلى والجرحى.
في ظهر يوم الجمعة 23 آب سرى خبر ان اليهود قتلوا عربيين وقامت المظاهرات في عدة مدن نابلس والخليل حيث وقع العديد من الضحايا.
اما في يافا فقد قام الصهاينة بهجوم على (سكنة ابي كبير) وقتلوا إمام المسجد الشيخ عبد الغني عون وستة من افراد اسرته وقتله اليهودي "خانكن" (يوسف ابراهيم مزراحي) الذي ثبتت عليه تهمة القتل، اما في القدس فقد قام الصهاينة بهجوم على مقام الصحابي عكاشة واحدثوا فيه اضرارا كبيرة.
اما في صفد فكانت الاصطدامات اشد شراسة وسقط العشرات من القتلى والجرحى، تخلل ذلك احداث نهب للمخازن والدكاكين بين الطرفين، لقد استمرت الاحداث 15 يوما كانت حصيلتها قتل 13 يهوديا وجرح 329 وقتل 116 عربيا وجرح 232.
وكانت غالبية الاصابات بين العرب برصاص القوات العسكرية والشرطة البريطانية كما اعتقلت القوات البريطانية مئات الاشخاص وزجتهم في السجون وقد اتخذت السلطات البريطانية اجراءات شديدة من اجل وضع حد للاشتباكات الدامية التي امتدت الى معظم القرى والمدن الفلسطينية.
وقد اعتقلت السلطات البريطانية 792 عربيا حكم على 20 منهم بالاعدام واستقر الحكم في النهاية على ثلاثة اشخاص هم: عطا احمد الزير ومحمد جمجوم من الخليل وفؤاد حجازي من صفد كما اعتقلت 92 يهوديا حكم على شخص واحد بالاعدام هو (خانكين) وقد سجن 6 اعوام فقط.
*تنفيذ حكم الاعدام*بعد ان امضى المعتقلون الثلاثة عدة اشهر في سجن عكا رهن الاعتقال، تم ابلاغهم بان السابع عشر من حزيران سنة 1930 سيكون موعد تنفيذ حكم الاعدام بهم.
وكان اول الشهداء الثلاثة الذين اعدمتهم السلطات البريطانية واصغرهم سنا الشهيد فؤاد حسن حجازي من مواليد صفد سنة 1904 التي تلقى فيها دراسته الابتدائية ثم الثانوية، في الكلية الاسكتلندية وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الامريكية في بيروت، وكان يقول لزائريه قبل اعدامه: "اذا كان اعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئا من كابوس الانجليز عن الامة العربية فليحل الاعدام في عشرات الالوف امثالنا كي يزول هذا الكابوس عنا تماما".
اما محمد جمجوم فيقول: "نحمد الله على اننا نحن الذين لا اهمية لنا نذهب فداء الوطن، لا اولئك الرجال الذين يستفيد الوطن من جهودهم".
ولد محمد جمجوم في مدينة الخليل سنة 1902 وتلقى دراسته الابتدائية فيها واشترك في عدة مظاهرات ضد الاستعمار والصهيونية.. واحتجاجا على اغتصاب الاراضي.
اما عطا الزير فهو من مواليد الخليل سنة 1895 تعلم في الكتّاب وكانت له ميول في نظم الشعر وعرف منذ صغره بجرأته وقوته الجسمانية.
وقد اصدرت جريدة اليرموك عددا مستعجلا بمناسبة اعدام الابطال الثلاثة، ونشرت على صفحتها الاولى – العدد 410 18/6/19430 ص 2 ما يلي:
"اعدام فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم – مظهر من مظاهر سياسة تصريح بلفور، فليس دم هؤلاء الشهداء من ابناء فلسطين اصول شجرة الاستقلال العربي "احيوا ذكرى يومهم هذا في كل عام".
اما وصية الشهيد فؤاد حجازي فجاء فيها لاخويه يوسف واحمد ما يلي:
"اوصيكما بالتعاضد والمحبة، ورجائي ان تلجآ الى الهدوء والسكينة ان فؤاد لم يخلق الا لهذه الساعة وله الشرف الاعلى ان يقضي في سبيل القضية العربية الفلسطينية، "انني من جهتي اسامح كل من شهد عليّ خاصة سعيد العسكري، وغدا يوم الحشر سأقابله واطلب حقي منه من الله سبحانه وتعالى.. البكاء، الشجار، التصويت، هذا ممنوع قطعيا لانني لم اكن ارضاها في حياتي خاصة تمزيق الثياب.
"ان ضريحي سيشيد على نفقة لجنة الاسعاف العربية، فلتعمل جنينة عند ضريحي بدرابزين على الداير".
"ان يوم 17 حزيران من كل سنة، يجب ان يكون يوما تاريخيا تلقى فيه الخطب وتنشد الاناشيد على ذكرى دمائنا المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية".
اما عطا الزير ومحمد جمجوم فقد خضبا ايديهما بالحناء حسب تقاليد اهالي الخليل في الاعراس.
لقد تم اعدام فؤاد حجازي في الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء ومحمد جمجوم في الساعة التاسعة وعطا الزير في الساعة العاشرة وكانوا ينشدون في سجنهم – النشيد الذي نظمه نجيب الريس:
يا ظلام السجن خيم-اننا نهوى الظلاما
ليس بعد الليل الا-فجر مجد يتسامى
كما رثاهم الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان بقصيدته المشهورة "الثلاثاء الحمراء" التي مطلعها:
لما تعرض نجمك المنحوس-وترنحت بعرى الجبال رؤوس
ناح الاذان واعول الناقوس-فالليل اكدر والنهار عبوس
كما تغنى الشعب باغنية شعبية ذكرتها الراوية رضا شحادة بعنوان: احزان عام 1929، جاء في مطلعها:
من سجن عكا وطلعت جنازة-محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا ربي جازي-المندوب السامي وربعه عموما
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر