تقول الأسطورة الشركسية المشهورة بأن الشركس كانوا يغنون ويرقصون ويلحنون الموسيقى عندما وزع الله العالم على بني البشر، وبعدما انتهوا من الغناء والرقص جاءوا لأخذ نصيبهم من القسمة، ولكنهم اكتشفوا بأنه لم يتبق شيء لهم فبكى أبناء الأديغا "الشركس" أمام الله الذي أشفق عليهم، وقال لهم: "لا تبكوا خذوا جنة عدن"، وهكذا منحهم منطقة القفقاس.
اسمهم "الأديغا"، أطلق عليهم اليونان لفظة "شركس" فتبناها الغرب والعرب والروس والأتراك. ويرجع عهدهم ببلاد المشرق العربي إلى عهد الدولة الأيوبية والتركية والشركسية في مصر وبلاد الشام؛ إذ أقام الشركس حكما لهم امتد 135 سنة، ثم انصهروا في مجموعة السكان العرب في فلسطين وسوريا والأردن.
الريحانية وكفر كما
ويذكر صاحب "الموسوعة السياسية" عندما تقدم الروس نحو الجنوب باتجاه بلاد الشركس في القفقاس في عهد إيفان الثالث والرابع (1558م) واحتلوها نهائيا سنة 1864م ثم أجبر الشركس على الهجرة خارج مواطنهم الأصلية. وقد ساعد العثمانيون الشركس في هجرتهم بغية الاستفادة من قدراتهم الحربية في المعارك التي كانوا يخوضونها في أوروبا الشرقية والبلقان، لكن الهزائم المتوالية التي لحقت بالعثمانيين أمام القوى الأوروبية أجبرت الحكومة العثمانية على ترحيل الشركس ونقلهم من أوروبا إلى بلدان المشرق العربي وشبه جزيرة الأناضول سنة 1878م، وهكذا وصل الشركس إلى فلسطين وسوريا والأردن، وتوزعوا في بقاع من أراضي هذه البلدان.
ولم تختلف صلات الود أو النزاعات بينهم وبين السكان العرب عما كان قائما بين أي قرية فلسطينية وأخرى، فقد كانت الروابط الدينية والإسلامية تشدهم إلى سكان البلاد، إضافة إلى تشابه نمط المعيشة الزراعية - الرعوية الذي كان يمارسه الشركس والعرب.
وقد استقر الحال بالشركس في قريتين هادئتين واحدة في منطقة الجليل الأعلى وتدعى "الريحانية" وسكانها من قبلية "إبزاخ"، والثانية في الجليل الأسفل وتدعى "كفر كما"، وقاطنوها من قبيلة "شابسوغ".
قصتهم مع الجيش الاسرائيلي
ويتركز وجودهم في فلسطين 48 -حيث يبلغ عددهم حوالي 5 آلاف نسمة- حيث يخدمون بالجيش (الإسرائيلي)، ويتعلم أبناؤهم العبرية والعربية والإنجليزية قبل تعلمهم الشركسية، ومع ذلك فهم كما يقول المثل الشركسي: "النار تغلي والماء المغلي يطفئها"، فهم مسلمون وليسوا بعرب، فعلاقتهم بدينهم وأبناء جنسهم وثيقة، فهم محافظون، لباسهم محتشم، لا تباع الخمور في محالهم ولا تشرب في بيوتهم، تمنع العلاقات الجنسية قبل الزواج. يرسلون زكاة أموالهم إلى إخوانهم الشركس في القفقاس وتركيا والشيشان، ويقومون بحملات الإغاثة لإخوانهم المسلمين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ترجع قصتهم مع الجيش الإسرائيلي إلى خمسينيات القرن العشرين بعد سنوات قليلة من قيام إسرائيل عندما وقع مخاتير الطائفة الشركسية على انضمام أبناء الشركس للجيش الإسرائيلي، وأصبح التجنيد إجباريا للشباب الشركسي، وأصبح على كل ذكر بلغ 18 عاما أن يخدم في الجيش لمدة 3 سنوات.
وهو ما رفضه الكثير من الشراكسة، ولكن كانت الشرطة العسكرية الإسرائيلية تلاحق رافضي الخدمة في الجيش؛ ومن ثم تودعهم في السجون لفترات متفاوتة.
ومع إصرار الشباب الشركسي على عدم الخدمة في الجيش، وخاصة المتدينين منهم وافقت إدارة الجيش على إعفاء شخص واحد من كل قرية شركسية سنويا من الخدمة الإجبارية، وشكلت لهذا الغرض لجنة باسم "اللجنة الدينية"، ثم ارتفع العدد إلى اثنين، ثم إلى أربعة وكل من يرغب فوق هذا العدد بعدم الخدمة يمكنه تقديم طلب خاص بإعفائه منها.
العبرية والإنجليزية قبل الشركسية!
ومن المثير للغرابة أنه في الصف الأول يتعلم أبناء الشركس اللغة العبرية والعربية حتى التوجيهي وفي الصف الثالث يتعلمون اللغة الإنجليزية حتى الثانوية العامة، أما لغتهم الأم -الشركسية- فيتعلمونها في الصف الخامس ولمدة 4 سنوات فقط؛ وهو الأمر الذي أدى إلى وجود أمية لدى الطلاب الشركس في قراءة وكتابة لغتهم الأم ليقتصر استعمال اللغة الشركسية لديهم على المخاطبة.
وقد حاول بعض مثقفي الشركس نشر القراءة والكتابة باللغة الشركسية بين أبناء قومهم بعد عام 1959، التي بدأت مع وصول المؤثرات الثقافية من الوطن الأم "القفقاس"، حاملة معها الأبجدية الروسية التي أخذت تكتب بها اللغة الشركسية في الاتحاد السوفيتي منذ العام 1936.
وقد استغلت إسرائيل ذلك في محاولة إحلال اللغة الشركسية مكان العربية التي كانت تدرس بها مناهج الشركس؛ ففي آب من العام 1973 استدعت وزارة التعليم الإسرائيلية أستاذا أمريكيا مختصا بالقفقاسيات واللغويات هو "كاتفورد J .G.CTFORD" من جامعة متشغان لتعليم الشراكسة الكتابة والقراءة بلغتهم خلال دورة دامت 6 أسابيع. وعلى الرغم من مقاومة الشركس لإلغاء اللغة العربية فإن العبرية قد أصبحت اليوم لغة التدريس في المدارس الشركسية.
التعليم عند الشركس جزء من البقاء
يتعلم أبناء الشركس المراحل الابتدائية والإعدادية داخل قراهم، ثم ينتقلون إلى مدارس القرى والمدن والمجاورة لإكمال المرحلة الثانوية.
وينقسم الأهالي في هذه المرحلة إلى فريقين: أما الأول فيرسل أبناءه إلى القرى والمدن العربية المجاورة مثل الناصرة ودبورية والجش.. وذلك للحفاظ على أولادهم من الانحراف واكتساب العادات اليهودية السيئة، وليتعلم الأبناء اللغة العربية لكونها لغة الدين والأداة المهمة للاتصال مع الأقارب الشركس في الدول العربية وبخاصة في الأردن وسوريا. أما الفريق الثاني فيرسل أولاده إلى المدارس اليهودية وبخاصة إلى مدينة "العفولة" وإلى المدرسة الزراعية في "خضوري".
ويلاحظ في السنوات الأخيرة ازدياد الإقبال على المدارس العربية سواء في المراحل الثانوية أو الابتدائية، وهو ما يعود إلى تنامي الحس الديني لديهم كما يقول أولياء الأمور.
وفيما يخص التعليم الجامعي فقد شهدت السنوات الأخيرة تزايد الملتحقين من أبناء الشركس بالجامعات والمعاهد العليا بعد أن كنت بالكاد قبل 10 سنوات تجد واحدا أو اثنين يلتحقون بالجامعة.
الزواج بالخطف وتقاليد مثيرة
وللشركس عادات خاصة بالزواج، حيث يتناكحون بإحدى الطريقتين التاليتين:
الخطف: فبعد أن يتفق الشاب والفتاة على الزواج يحددان مكانا تنتظره فيه الفتاة فيذهب الشاب ترافقه امرأتان متزوجتان من أقاربه إلى المكان المحدد وتأخذان الفتاة إلى بيت إحداهما، ويرسل العريس بعدها واحدا من أقاربه إلى أهل العروس لطلب يدها، وغالبا ما تتم الموافقة وإذا ما رُفض العريس فإن الفتاة تعود إلى أهلها، ويلجأ العريس لأسلوب الخطف إذا شعر أن أهل الفتاة سيرفضونه للضغط على الأهل حتى يوافقوا على طلبه.
أما الطريقة الثانية وهي المعتادة: فيذهب خال العريس أو أخوه الكبير وبعض الأقارب إلى أهل الفتاة لخطبتها من أهلها -ولا يذهب الأب أو الأم معهم- ويعودون وقد حددوا موعد عقد الزواج؛ ذلك لأن الموافقة تكون معروفة سلفا. فالعلاقة بين الشاب والفتاة تكون لدى الشركس قبل الزواج، وهي معروفة للأهل وتسمح العادات الشركسية للشاب بمكالمة الفتاة بالهاتف والذهاب لزيارتها بالبيت قبل الزواج، ولكن لا يسمح له بالجلوس داخل البيت معها وإنما في حديقة البيت، ولا يسمح له بالخروج معها وإنما يتم اللقاء داخل بيتها.
ويكون عقد الزواج والزفاف غالبا في يوم واحد، حيث يعقد الزواج صباحا بحضور أهل القرية وتوزع الحلويات العربية على المدعوين، وفي المساء يكون الزفاف بحيث تخرج الزفة من بيت العريس يصاحبها الموسيقى والتصفيق إلى بيت العروس لإحضارها، وبعد العودة يتناول المدعوون طعام العشاء حيث يكون هناك مكان معد للرجال منفصل عن ذلك المعد للنساء، وبعد العشاء تبدأ حلقات الرقص الشركسي. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الطلاق شبه معدومة لدى أبناء الطائفة الشركسية.
يرقصون الشاشن والكاشوا
إن الموسيقى الأديغية مليئة بالألحان التي يرافقها الغناء والرقص، كما أن الأدوات الموسيقية الشركسية كثيرة منها الناي الأوكورديون والدف… إلخ.
وتنقسم الموسيقى الشركسية إلى وتيرتين من حيث الأداء: الأولى بطيئة وتدعى "كاشوا"، وهي عبارة عن موسيقى هادئة ترافقها رقصة باسم "زافاكوا"، ويؤديها راقص وراقصة بحيث يقفان أمام بعضهما البعض ويتبادلان الأماكن أثناء تأدية الرقصة بحركات فنية جميلة مميزة وهي معدة لكبار السن.
أما الوتيرة الثانية فهي الطريقة "السريعة"، حيث يرافقها رقصة باسم "شاشن" ويؤديها كذلك رجل وامرأة وتكون حركاتهما دائرية، ولا تبدأ الرقصة إلا بإذن من مشرف الرقص المدعو "حتي اكو"، أما نهايتها فالراقصة هي المخولة بالإعلان عنها، كما أنها تقود الرقصة، وتمثل المرأة فيها النعومة والهدوء بينما يمثل الرجل الرجولة والشجاعة والقوة.
وللرقص الشركسي قواعد أخلاقية شائعة؛ فالرقص يكون فقط بين اثنين ولفترة مؤقتة وبدون أي تلامس جسدي بينهما أثناء الرقص.
وتوجد أنواع أخرى من الرقص الشركسي الجماعي، ولكنها تنتمي أكثر للماضي ويرقصها الراقصون المحترفون فقط، كما تأثرت الموسيقى الشركسية بالشرق الأوسط ومن البيئة العربية المحيطة.
اسمهم "الأديغا"، أطلق عليهم اليونان لفظة "شركس" فتبناها الغرب والعرب والروس والأتراك. ويرجع عهدهم ببلاد المشرق العربي إلى عهد الدولة الأيوبية والتركية والشركسية في مصر وبلاد الشام؛ إذ أقام الشركس حكما لهم امتد 135 سنة، ثم انصهروا في مجموعة السكان العرب في فلسطين وسوريا والأردن.
الريحانية وكفر كما
ويذكر صاحب "الموسوعة السياسية" عندما تقدم الروس نحو الجنوب باتجاه بلاد الشركس في القفقاس في عهد إيفان الثالث والرابع (1558م) واحتلوها نهائيا سنة 1864م ثم أجبر الشركس على الهجرة خارج مواطنهم الأصلية. وقد ساعد العثمانيون الشركس في هجرتهم بغية الاستفادة من قدراتهم الحربية في المعارك التي كانوا يخوضونها في أوروبا الشرقية والبلقان، لكن الهزائم المتوالية التي لحقت بالعثمانيين أمام القوى الأوروبية أجبرت الحكومة العثمانية على ترحيل الشركس ونقلهم من أوروبا إلى بلدان المشرق العربي وشبه جزيرة الأناضول سنة 1878م، وهكذا وصل الشركس إلى فلسطين وسوريا والأردن، وتوزعوا في بقاع من أراضي هذه البلدان.
ولم تختلف صلات الود أو النزاعات بينهم وبين السكان العرب عما كان قائما بين أي قرية فلسطينية وأخرى، فقد كانت الروابط الدينية والإسلامية تشدهم إلى سكان البلاد، إضافة إلى تشابه نمط المعيشة الزراعية - الرعوية الذي كان يمارسه الشركس والعرب.
وقد استقر الحال بالشركس في قريتين هادئتين واحدة في منطقة الجليل الأعلى وتدعى "الريحانية" وسكانها من قبلية "إبزاخ"، والثانية في الجليل الأسفل وتدعى "كفر كما"، وقاطنوها من قبيلة "شابسوغ".
قصتهم مع الجيش الاسرائيلي
ويتركز وجودهم في فلسطين 48 -حيث يبلغ عددهم حوالي 5 آلاف نسمة- حيث يخدمون بالجيش (الإسرائيلي)، ويتعلم أبناؤهم العبرية والعربية والإنجليزية قبل تعلمهم الشركسية، ومع ذلك فهم كما يقول المثل الشركسي: "النار تغلي والماء المغلي يطفئها"، فهم مسلمون وليسوا بعرب، فعلاقتهم بدينهم وأبناء جنسهم وثيقة، فهم محافظون، لباسهم محتشم، لا تباع الخمور في محالهم ولا تشرب في بيوتهم، تمنع العلاقات الجنسية قبل الزواج. يرسلون زكاة أموالهم إلى إخوانهم الشركس في القفقاس وتركيا والشيشان، ويقومون بحملات الإغاثة لإخوانهم المسلمين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ترجع قصتهم مع الجيش الإسرائيلي إلى خمسينيات القرن العشرين بعد سنوات قليلة من قيام إسرائيل عندما وقع مخاتير الطائفة الشركسية على انضمام أبناء الشركس للجيش الإسرائيلي، وأصبح التجنيد إجباريا للشباب الشركسي، وأصبح على كل ذكر بلغ 18 عاما أن يخدم في الجيش لمدة 3 سنوات.
وهو ما رفضه الكثير من الشراكسة، ولكن كانت الشرطة العسكرية الإسرائيلية تلاحق رافضي الخدمة في الجيش؛ ومن ثم تودعهم في السجون لفترات متفاوتة.
ومع إصرار الشباب الشركسي على عدم الخدمة في الجيش، وخاصة المتدينين منهم وافقت إدارة الجيش على إعفاء شخص واحد من كل قرية شركسية سنويا من الخدمة الإجبارية، وشكلت لهذا الغرض لجنة باسم "اللجنة الدينية"، ثم ارتفع العدد إلى اثنين، ثم إلى أربعة وكل من يرغب فوق هذا العدد بعدم الخدمة يمكنه تقديم طلب خاص بإعفائه منها.
العبرية والإنجليزية قبل الشركسية!
ومن المثير للغرابة أنه في الصف الأول يتعلم أبناء الشركس اللغة العبرية والعربية حتى التوجيهي وفي الصف الثالث يتعلمون اللغة الإنجليزية حتى الثانوية العامة، أما لغتهم الأم -الشركسية- فيتعلمونها في الصف الخامس ولمدة 4 سنوات فقط؛ وهو الأمر الذي أدى إلى وجود أمية لدى الطلاب الشركس في قراءة وكتابة لغتهم الأم ليقتصر استعمال اللغة الشركسية لديهم على المخاطبة.
وقد حاول بعض مثقفي الشركس نشر القراءة والكتابة باللغة الشركسية بين أبناء قومهم بعد عام 1959، التي بدأت مع وصول المؤثرات الثقافية من الوطن الأم "القفقاس"، حاملة معها الأبجدية الروسية التي أخذت تكتب بها اللغة الشركسية في الاتحاد السوفيتي منذ العام 1936.
وقد استغلت إسرائيل ذلك في محاولة إحلال اللغة الشركسية مكان العربية التي كانت تدرس بها مناهج الشركس؛ ففي آب من العام 1973 استدعت وزارة التعليم الإسرائيلية أستاذا أمريكيا مختصا بالقفقاسيات واللغويات هو "كاتفورد J .G.CTFORD" من جامعة متشغان لتعليم الشراكسة الكتابة والقراءة بلغتهم خلال دورة دامت 6 أسابيع. وعلى الرغم من مقاومة الشركس لإلغاء اللغة العربية فإن العبرية قد أصبحت اليوم لغة التدريس في المدارس الشركسية.
التعليم عند الشركس جزء من البقاء
يتعلم أبناء الشركس المراحل الابتدائية والإعدادية داخل قراهم، ثم ينتقلون إلى مدارس القرى والمدن والمجاورة لإكمال المرحلة الثانوية.
وينقسم الأهالي في هذه المرحلة إلى فريقين: أما الأول فيرسل أبناءه إلى القرى والمدن العربية المجاورة مثل الناصرة ودبورية والجش.. وذلك للحفاظ على أولادهم من الانحراف واكتساب العادات اليهودية السيئة، وليتعلم الأبناء اللغة العربية لكونها لغة الدين والأداة المهمة للاتصال مع الأقارب الشركس في الدول العربية وبخاصة في الأردن وسوريا. أما الفريق الثاني فيرسل أولاده إلى المدارس اليهودية وبخاصة إلى مدينة "العفولة" وإلى المدرسة الزراعية في "خضوري".
ويلاحظ في السنوات الأخيرة ازدياد الإقبال على المدارس العربية سواء في المراحل الثانوية أو الابتدائية، وهو ما يعود إلى تنامي الحس الديني لديهم كما يقول أولياء الأمور.
وفيما يخص التعليم الجامعي فقد شهدت السنوات الأخيرة تزايد الملتحقين من أبناء الشركس بالجامعات والمعاهد العليا بعد أن كنت بالكاد قبل 10 سنوات تجد واحدا أو اثنين يلتحقون بالجامعة.
الزواج بالخطف وتقاليد مثيرة
وللشركس عادات خاصة بالزواج، حيث يتناكحون بإحدى الطريقتين التاليتين:
الخطف: فبعد أن يتفق الشاب والفتاة على الزواج يحددان مكانا تنتظره فيه الفتاة فيذهب الشاب ترافقه امرأتان متزوجتان من أقاربه إلى المكان المحدد وتأخذان الفتاة إلى بيت إحداهما، ويرسل العريس بعدها واحدا من أقاربه إلى أهل العروس لطلب يدها، وغالبا ما تتم الموافقة وإذا ما رُفض العريس فإن الفتاة تعود إلى أهلها، ويلجأ العريس لأسلوب الخطف إذا شعر أن أهل الفتاة سيرفضونه للضغط على الأهل حتى يوافقوا على طلبه.
أما الطريقة الثانية وهي المعتادة: فيذهب خال العريس أو أخوه الكبير وبعض الأقارب إلى أهل الفتاة لخطبتها من أهلها -ولا يذهب الأب أو الأم معهم- ويعودون وقد حددوا موعد عقد الزواج؛ ذلك لأن الموافقة تكون معروفة سلفا. فالعلاقة بين الشاب والفتاة تكون لدى الشركس قبل الزواج، وهي معروفة للأهل وتسمح العادات الشركسية للشاب بمكالمة الفتاة بالهاتف والذهاب لزيارتها بالبيت قبل الزواج، ولكن لا يسمح له بالجلوس داخل البيت معها وإنما في حديقة البيت، ولا يسمح له بالخروج معها وإنما يتم اللقاء داخل بيتها.
ويكون عقد الزواج والزفاف غالبا في يوم واحد، حيث يعقد الزواج صباحا بحضور أهل القرية وتوزع الحلويات العربية على المدعوين، وفي المساء يكون الزفاف بحيث تخرج الزفة من بيت العريس يصاحبها الموسيقى والتصفيق إلى بيت العروس لإحضارها، وبعد العودة يتناول المدعوون طعام العشاء حيث يكون هناك مكان معد للرجال منفصل عن ذلك المعد للنساء، وبعد العشاء تبدأ حلقات الرقص الشركسي. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الطلاق شبه معدومة لدى أبناء الطائفة الشركسية.
يرقصون الشاشن والكاشوا
إن الموسيقى الأديغية مليئة بالألحان التي يرافقها الغناء والرقص، كما أن الأدوات الموسيقية الشركسية كثيرة منها الناي الأوكورديون والدف… إلخ.
وتنقسم الموسيقى الشركسية إلى وتيرتين من حيث الأداء: الأولى بطيئة وتدعى "كاشوا"، وهي عبارة عن موسيقى هادئة ترافقها رقصة باسم "زافاكوا"، ويؤديها راقص وراقصة بحيث يقفان أمام بعضهما البعض ويتبادلان الأماكن أثناء تأدية الرقصة بحركات فنية جميلة مميزة وهي معدة لكبار السن.
أما الوتيرة الثانية فهي الطريقة "السريعة"، حيث يرافقها رقصة باسم "شاشن" ويؤديها كذلك رجل وامرأة وتكون حركاتهما دائرية، ولا تبدأ الرقصة إلا بإذن من مشرف الرقص المدعو "حتي اكو"، أما نهايتها فالراقصة هي المخولة بالإعلان عنها، كما أنها تقود الرقصة، وتمثل المرأة فيها النعومة والهدوء بينما يمثل الرجل الرجولة والشجاعة والقوة.
وللرقص الشركسي قواعد أخلاقية شائعة؛ فالرقص يكون فقط بين اثنين ولفترة مؤقتة وبدون أي تلامس جسدي بينهما أثناء الرقص.
وتوجد أنواع أخرى من الرقص الشركسي الجماعي، ولكنها تنتمي أكثر للماضي ويرقصها الراقصون المحترفون فقط، كما تأثرت الموسيقى الشركسية بالشرق الأوسط ومن البيئة العربية المحيطة.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر