يعتبر سوق الحميدية واحداً من أهم الأسواق القديمة في بلاد الشام وأعرقها من حيث التخطيط المدني وروعة الفن المعماري القديم.. وهو بمثابة وثيقة تاريخية هامة تتصدر المعالم الأثرية الموجودة في سوريا.
ورغم تعاقب السنين علي هذا المكان وانتشار الأسواق الحديثة الضخمة والمجهزة بجميع أنواع السلع والبضائع في مناطق دمشق ومحيطها إلا أن هذا السوق لا يزال مكتظاً بالمارة من السوريين والعرب والأجانب.. إما رغبة بالبضائع التي يحتويها ويتميز بها عن غيره من الأسواق أو بقصد السياحة والتعرف علي التراث الدمشقي والبعد الجمالي للمكان.
يبلغ طول سوق الحميدية 600 متر وعرضه 15 متراً. وقد بني بديلاً عن سوق الأورام فوق الخندق الجنوبي لقلعة دمشق من الغرب إلي الشرق بين باب النصر وباب البريد، وقد تم بناؤه علي مرحلتين: الأولي في أيام الوالي محمد باشا العظم وعهد السلطان عبد الحميد الأول سنة 1780م وشملت القسم الغربي الممتد بين المدخل الغربي لسوق الحميدية الحالي وسوق العصرونية وعرف حينها باسم السوق الجديدة.
أما المرحلة الثانية فكانت في عام 1884م حيث تجدد السوق الممتد بين باب الجامع الأموي الغربي إلي دائرة المشيرية في الدرويشية وسقف علي طراز مدخل باب الجامع الأموي الغربي المسمي "زلحفة".. وفي عام 1907م استبدل الوالي ناظم باشا هذا السقف الخشبي وسقوف الأسواق الكبيرة بسقف من الحديد والتوتياء وقاية لهم من الحرائق.
سمي القسم الغربي بين باب النصر وسوق العصرونية بالسوق الجديدة وكان قد عرف قبل ذلك بسوق الأروام، وأطلقت تسمية الحميدية علي قسمي السوق نسبة للسلطانين عبد الحميد الأول والثاني. وبعد استكمال بناء قسمه الشرقي الممتد بين سوق العصرونية وباب البريد عادت تسمية سوق الأروام وبقيت شائعة علي ألسنة الناس.
مر سوق الحميدية بمراحل عصيبة في القرن الماضي.. ففي عام 1911م شبّ في أرجائه حريق كبير أتي علي كثير من المحال التجارية، وفي عام 1914م حاول جمال باشا إيصال الشارع المسمي باسمه "شارع النصر حالياً" إلي باب البريد لتغيير أوضاع سوق الحميدية من أجل الكشف عن جدار قلعة دمشق وما حول الجامع الأموي.. وهدمت بعض الأبنية في السوق ولم يتمكن الهدم من الباقي بسبب الحرب العالمية الأولي عام 1914م. وما كاد الجيش العثماني ينسحب من دمشق حتي قام أصحاب العقارات المهدمة بإعادة بنائها. وفي العام 1920م شبّ في الحميدية حريق هائل بدأ من محلات "سنجر الخياطة" وامتد إلي العصرونية وخان الجمرك، وكادت النيران أن تصل إلي الجامع الأموي بعد استمرارها لثلاثة أيام متواصلة، واضطرت الدولة إلي هدم العديد من البيوت حتي يتوقف امتداد النيران كما ورد في كتاب تاريخ "المسرح السوري"، وجرت عمليات هدم أخري سنة 1983 بغية الكشف عن بعض أجزائه.
ويجاور سوق الحميدية عددا من الأسواق الجانبية وتتفرع عنه، وهي بالتتابع من الغرب إلي الشرق في النسق الجنوبي "سوق الأروام والحريقة وزقاق المارستان والسليمانية وجادة سوق التحرير"، أما في النسق الشمالي فهناك "سوق نصري والعصرونية والبورص ومردم بيك والجرابات وسوق وكالة العشار".. وفي النهاية الشرقية منه يمتد سوق المسكية بين أعمدة معبد جوبيتير المتواجدة منذ العهدين الآرامي والروماني.
تباع في سوق الحميدية حالياً كافة أنواع الأقمشة الحريرية والأجواخ والمطرزات وأدوات الزينة والملبوسات النسائية.. وتنتشر في هذا السوق محلات بيع التحف والمصنوعات الشرقية والزخارف والنحاسيات.. إلي جانب محلات البوظة والحلويات والمطاعم التي تتنوع مأكولاتها في شهر رمضان.
وما زالت البضاعة معلقة تتدلي أمام الحوانيت، ولم تتغير المعروضات من الملابس والأزياء إلا قليلاً، بينما غاب الطربوش الذي بقي زياً رسمياً حتي للأطفال طوال عدة عقود.
وينتشر في هذا السوق بائعون جوالون يعتاشون من عرض بضائعهم علي ****ائن وبالأخص السيدات، ولعل من أهم هذه البضائع الشراشف والأغطية والمطرزات والتحف المنزلية.. ويميز هذا النوع من البضائع المساومات الكثيرة علي أسعارها، وقد يعرض ****ائن عن الشراء أو يختارون ما يرونه مناسباً.
ومن غرائب سوق الحميدية أنه كان من المعيب أن تتجول المرأة لوحدها، وإن فعلت ذلك فهو أمر نادر، أما إذا كان برفقتها رجل فيجب أن يسير خلفها بخطوتين أو ثلاث ولا يجوز لها أن تسير بجواره.
ورغم تعاقب السنين علي هذا المكان وانتشار الأسواق الحديثة الضخمة والمجهزة بجميع أنواع السلع والبضائع في مناطق دمشق ومحيطها إلا أن هذا السوق لا يزال مكتظاً بالمارة من السوريين والعرب والأجانب.. إما رغبة بالبضائع التي يحتويها ويتميز بها عن غيره من الأسواق أو بقصد السياحة والتعرف علي التراث الدمشقي والبعد الجمالي للمكان.
يبلغ طول سوق الحميدية 600 متر وعرضه 15 متراً. وقد بني بديلاً عن سوق الأورام فوق الخندق الجنوبي لقلعة دمشق من الغرب إلي الشرق بين باب النصر وباب البريد، وقد تم بناؤه علي مرحلتين: الأولي في أيام الوالي محمد باشا العظم وعهد السلطان عبد الحميد الأول سنة 1780م وشملت القسم الغربي الممتد بين المدخل الغربي لسوق الحميدية الحالي وسوق العصرونية وعرف حينها باسم السوق الجديدة.
أما المرحلة الثانية فكانت في عام 1884م حيث تجدد السوق الممتد بين باب الجامع الأموي الغربي إلي دائرة المشيرية في الدرويشية وسقف علي طراز مدخل باب الجامع الأموي الغربي المسمي "زلحفة".. وفي عام 1907م استبدل الوالي ناظم باشا هذا السقف الخشبي وسقوف الأسواق الكبيرة بسقف من الحديد والتوتياء وقاية لهم من الحرائق.
سمي القسم الغربي بين باب النصر وسوق العصرونية بالسوق الجديدة وكان قد عرف قبل ذلك بسوق الأروام، وأطلقت تسمية الحميدية علي قسمي السوق نسبة للسلطانين عبد الحميد الأول والثاني. وبعد استكمال بناء قسمه الشرقي الممتد بين سوق العصرونية وباب البريد عادت تسمية سوق الأروام وبقيت شائعة علي ألسنة الناس.
مر سوق الحميدية بمراحل عصيبة في القرن الماضي.. ففي عام 1911م شبّ في أرجائه حريق كبير أتي علي كثير من المحال التجارية، وفي عام 1914م حاول جمال باشا إيصال الشارع المسمي باسمه "شارع النصر حالياً" إلي باب البريد لتغيير أوضاع سوق الحميدية من أجل الكشف عن جدار قلعة دمشق وما حول الجامع الأموي.. وهدمت بعض الأبنية في السوق ولم يتمكن الهدم من الباقي بسبب الحرب العالمية الأولي عام 1914م. وما كاد الجيش العثماني ينسحب من دمشق حتي قام أصحاب العقارات المهدمة بإعادة بنائها. وفي العام 1920م شبّ في الحميدية حريق هائل بدأ من محلات "سنجر الخياطة" وامتد إلي العصرونية وخان الجمرك، وكادت النيران أن تصل إلي الجامع الأموي بعد استمرارها لثلاثة أيام متواصلة، واضطرت الدولة إلي هدم العديد من البيوت حتي يتوقف امتداد النيران كما ورد في كتاب تاريخ "المسرح السوري"، وجرت عمليات هدم أخري سنة 1983 بغية الكشف عن بعض أجزائه.
ويجاور سوق الحميدية عددا من الأسواق الجانبية وتتفرع عنه، وهي بالتتابع من الغرب إلي الشرق في النسق الجنوبي "سوق الأروام والحريقة وزقاق المارستان والسليمانية وجادة سوق التحرير"، أما في النسق الشمالي فهناك "سوق نصري والعصرونية والبورص ومردم بيك والجرابات وسوق وكالة العشار".. وفي النهاية الشرقية منه يمتد سوق المسكية بين أعمدة معبد جوبيتير المتواجدة منذ العهدين الآرامي والروماني.
تباع في سوق الحميدية حالياً كافة أنواع الأقمشة الحريرية والأجواخ والمطرزات وأدوات الزينة والملبوسات النسائية.. وتنتشر في هذا السوق محلات بيع التحف والمصنوعات الشرقية والزخارف والنحاسيات.. إلي جانب محلات البوظة والحلويات والمطاعم التي تتنوع مأكولاتها في شهر رمضان.
وما زالت البضاعة معلقة تتدلي أمام الحوانيت، ولم تتغير المعروضات من الملابس والأزياء إلا قليلاً، بينما غاب الطربوش الذي بقي زياً رسمياً حتي للأطفال طوال عدة عقود.
وينتشر في هذا السوق بائعون جوالون يعتاشون من عرض بضائعهم علي ****ائن وبالأخص السيدات، ولعل من أهم هذه البضائع الشراشف والأغطية والمطرزات والتحف المنزلية.. ويميز هذا النوع من البضائع المساومات الكثيرة علي أسعارها، وقد يعرض ****ائن عن الشراء أو يختارون ما يرونه مناسباً.
ومن غرائب سوق الحميدية أنه كان من المعيب أن تتجول المرأة لوحدها، وإن فعلت ذلك فهو أمر نادر، أما إذا كان برفقتها رجل فيجب أن يسير خلفها بخطوتين أو ثلاث ولا يجوز لها أن تسير بجواره.
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
» مبارزة شعرية .......
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
» أتثائب... عبلة درويش
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918