إسرائيل في خطر
ترجمة: باسم شعبان
يحاول الكاتب في هذا المقال أن يحدد سبعة أخطار يعتبر أنها محدقة بإسرائيل, و هذه الأخطار وجودية تهدد بقاءها و استمرارها, و هي كما يعتقد فقدان القدس كعاصمة لإسرائيل, و التهديد الديمغرافي العربي و نزع الشرعية عن دولة إسرائيل و"الإرهاب" و تسلح إيران بالأسلحة النووية , و استنزاف السيادة و الفساد.
و الملاحظ من هذا المقال أن قضية وجود إسرائيل أصبحت ذات طابع نفسي في الوعي الإسرائيلي تظهر شكل الرعب من المستقبل غير الآمن الذي ينتظر هذه الدولة من كثير من التهديدات و التي وصفها صاحبها بالوجودية مع أنه قد ذكر نزع الشرعية كأحد العوامل المحددة لمستقبل وجود هذه الدولة, و لكن يبدو أن قصة نزع الشرعية أقل بكثير من باقي العناصر, فإسرائيل ككثير من الدول التي تعاني في نظامها أزمة شرعية مثل الدول العربية التي يعتبرها كثير من المفكرين فاقدة للشرعية لأنها نتيجة انقلابات أو بالتوريث الملكي أو بدون انتخابات أو بانتخابات مزورة, و لذلك تسعى معظمها لأخذ شرعيتها من أمريكا و ليس من شعوبها, و إسرائيل فوق أخذ شرعيتها من أمريكا تسعى لأخذ مدد بقاءها من أمريكا عن طريق حمايتها بالمحافل الدولة ومدها بالسلاح , مما يضمن لها بقاءها بقدر ما تظل أمريكا تزودها بعنصر الشرعية و بعنصر البقاء, و لكن هل ستظل أمريكا تزود إسرائيل و النظام العربي بعنصري الشرعية و الوجود, إن أمريكا تعاني من مشاكل كثيرة و ربما نسي كاتب المقال أن يشير إلى مشاكل أمريكا الاقتصادية كأحد العوامل التي تهدد بقاء إسرائيل و بقاء النظام العالمي الحالي.
أخطار وجودية سبعة
إيران و الإرهاب الخطران الملحان ولكن عدة أحداث محلية تفرض خطرا مميتا على مستقبل إسرائيل
مايكل بن أورين وهو كاتب صهيوني
صحيفة كومنتري مايو 2009 , و هي صحيفة المحافظين الجدد المتشددين تجاه العرب و المسلمين و تصدر في أمريكا
نادرا في التاريخ الحديث ما واجهت أمم تهديدا وجوديا صريحا, فالحروب التي شنت كانت لأجل إزالة أنظمة و تغيير حدود و الحصول على الموارد و فرض أيديولوجيات و لكن لم تكن من أجل التخلص من دولة و شعبها, و هذا بالضبط ما جرى في الحرب العالمية الثانية, حيث حاول فيها الحلفاء الحصول على استسلام غير مشروط من ألمانيا و اليابان و التخلص من قيادتيهما و لكن لم يكن ممن أجل تدمير الدولتين الألمانية و اليابانية أو إبادة شعبيهما و في و قد أثبتت الخبرة في حالات غير شائعة و التي فيها تم تهديد بقاء دول حديثة أن النتيجة كانت مؤذية بدرجة شديدة, فالانقلاب العسكري و الانتفاضات الشعبية ة النضال الشعبي كلها كانت منتجات ثانوية لدول تواجه تهديد وجودي واحد و وحيد.
و تواجه دولة إسرائيل ليس خطرا واحدا فقط بل ليس اقل من سبعة على مدار اليوم و الساعة, هذه الأخطار غير عادية ليس فقط بعددها و لكن بتنوعها, فبالإضافة للتهديدات الخارجية من قبل أنظمة و منظمات معادية فإن الدولة اليهودية مهددة بأخطار من قبل المعارضة المحلية و التوجهات السكانية و تآكل القيم الجوهرية, و في الحقيقة إنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن تجد دولة أخرى في العصر الحديث واجهت مثل هذا العدد و التنوع من الأخطار الوجودية المتزامنة.
خسارة القدس
فالحفاظ على القدس كعاصمة سياسية و روحية للدولة اليهودية أمر حيوي لوجود إسرائيل, و قد تم فهم هذه الحقيقة من قبل بن جوريون أول رئيس وزراء عند ولادة الدولة عام 1948 , و رغم أن إسرائيل قد هوجمت في كل الجبهات من قبل ستة جيوش عربية و فقدان قطاعات من الجليل والنقب , فإن بن جوريون كرس معظم القوات الإسرائيلية لفك حصار القدس, المدينة التي تمثل مبرر الوجود للدولة اليهودية و التي بدونها تصبح إسرائيل مجرد جيب صغير في حوض البحر المتوسط لا تستحق العيش فيها, و ليس أقل من الدفاع عنها.
و قد أثبتت بديهية بنجوريون صحتها لأكثر من ستين عاما, فقد شكلت القدس نواة الهوية القومية و التلاحم, و لكن الآن و لأول مرة منذ العام 1948 تواجه إسرائيل خطر فقدان القدس ليس للقوات العربية و لكن لمركب من الإهمال و قلة الاهتمام.
لم تعد القدس تتباهى بأغلبية صهيونية, فمن حوالي مجموع 800,000 من السكان هناك 272,000 عربي و 200,000 من الحارديم( يهود متطرفون لا يتواءمون عادة مع الدولة الصهيونية), و شهدت السنوات الأخيرة هروب الألوف من اليهود العلمانيين من المدينة و خاصة المهنيين و الأزواج الشابة, و قد أدى هذا الخروج لتآكل الضرائب المدينة المجباة بدرجة شديدة حتى أصبحت أفقر مدينة, أضف ذلك إلى لضعف الصناعة و كثرة الهجمات الإرهابية ,و من السهولة أن تكتشف لماذا أصبحت القدس لا تجتذب الشباب الإسرائيلي, و فعليا فإن نصف الإسرائيليين من فئة 18 عام لم تزر القدس بتاتا.
و إذا استمر هذا الوضع فإن كابوس بنجوريون سوف يتجسد و إسرائيل ستصبح بلا روح, دولة ربما كثير من اليهود لا يرغبون العيش فيها و غير مستعدين ليبذلوا حياتهم من اجلها.
التهديد السكاني العربي
تتباين التقديرات برجة كبيرة فيما يخص النمو السكاني للعرب في كلا من داخل إسرائيل و الضفة الغربية و قطاع غزة, تقول المدرسة المتطرفة بأن عدد السكان الفلسطينيين على جانبي خط الهدنة ينمو بسرعة أكبر من السكان اليهود و سوف يتجاوزه في أقل من عقد من الزمان, و يعارض هذا الرأي المدرسة المعتدلة و التي تؤكد أن النمو معدل الولادات للعرب في إسرائيل ينخفض وكذلك عدد السكان في المناطق المحتلة بسبب الهجرة.
و حتى إذا كانت تفسيرات المعتدلين صحيحة بدرجة كبيرة فإنه ليس بمقدورها أن تغير الوضع و الذي فيه يشكل العرب الإسرائيليون حاليا خمس سكان البلاد- ربع السكان تحت سن 19 عام– و تحتوي الضفة حوالي اثنين مليون عربي.
تستند إسرائيل, الدولة اليهودية,على أغلبية يهودية حاسمة و مستقرة بنسبة 70% على الأقل, وفي حال قلت النسبة عن ذلك على إسرائيل أن تقرر ما بين أن تصبح دولة يهودية أو دولة ديمقراطية,فإذا أرادت أن تصبح دولة ديمقراطية, فإن إسرائيل كدولة يهودية سوف تتوقف عن الوجود, و إذا بقيت يهودية رسميا فإنها سوف تواجه مستوى غير مسبوق من العزل الدولي بما فيه فرض العقوبات والتي يمكن أن تكون قاضية.
و يقع الحل الأمثل لهذه المعضلة في حل الدولتين المنفصلتين لليهود و للعرب الفلسطينيين, و مع ذلك فالشروط المثلى لمثل هذا الحل لا يمكن إدراكها في المستقبل المنظور,فسوف تتطلب ولادة حكومة فلسطينية حتى بمعايير الصفقة المقترحة من قبل الرئيس كلينتون في العام 2000 إخلاء 100,000 إسرائيلي من منازلهم في ا55,000 جندي من جيش الدفاع في أكبر عملية للجيش الإسرائيلي منذ حرب يوم الغفران في العام 1973 و قد كانت مؤذية بشكل عميق, فبالرغم أنها لا تشبه الأرض التوراتية المركزية يهودا و السامرة و التي تدعى الآن الضفة الغربية فإن غزة بشكل عام لم تعتبر جزءا من أرض إسرائيل التاريخية.
و على الجانب الفلسطيني لا توجد زعامة واحدة على الإطلاق و بالتأكيد لا يوج أحد مستعد للتنازل عن المطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل أو التخلي عن إدارة حتى جزء من جبل الهيكل(و هو شرط مسبق وضروري لاتفاقية لا تشتمل على تقسيم مدينة القدس),لا يوجد قائد فلسطيني حتى معظم المعتدلين قد اعترف بحق إسرائيل بالوجود كدولة يهودية أو حتى بوجود الشعب اليهودي.
و في حال غياب نموذج حل واقعي على أساس دولتين سيزيد الضغط الدولي من أجل تحويل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية, و هذا سيؤرخ نهاية المشروع الصهيوني, مواجها بغياب القانون و العنف المستوطن في أوضاع دول ذات شعب واحد في الشرق الأوسط مثل لبنان و العراق فإن جما غفيرا من اليهود لإسرائيليين سيهاجر.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر