اليــهــــــــود فــــي الأدب الروســي
الأدباء الروس يتحدثون عن اليهود ف. ن. افاناسيف (باللغة الروسية)
منقول عن موقع (وجهات نظر )
الأدباء الروس يتحدثون عن اليهود ف. ن. افاناسيف (باللغة الروسية)
منقول عن موقع (وجهات نظر )
رغم كل المحاولات التي استهدفت الحيلولة دون إصدار هذا العمل الأدبي بالغ الأهمية خرج إلي النور مؤخرا في موسكو كتاب «الأدباء الروس يتحدثون عن اليهود». طُبع هذا الكتاب في «كيروف» إحدي المدن البعيدة عن العاصمة بعد أن بذل مؤلفه، الذي شاء علي ما يبدو أن يكون مجهول الهوية ولا نعرف عنه سوي الأحرف الأولي من اسمه الذي قد يكون مستعارا - ف. ن. افاناسيف، الكثير من الجهد للعثور في موسكو علي ناشر يتيح له نشر ما كتبه الأدباء الروس القدامي والمعاصرون عن اليهود. ولعله لم ينس أن أربعة من زملائه قد لقوا حتفهم يوم أفصحوا عن موقف مناهض في ظروف يكتنف الغموض الكثير من جوانبها ومنهم ايفانوف مؤلف كتاب «الصهيونية.. حذار»، الصادر في موسكو في أعقاب نكسة يونيو 1967.
وقد اعترف المؤلف صراحة في مقدمة كتابه بأن المسألة اليهودية لم تكن تشغله في السابق، بل ولم يكن ليلتفت إليها حتي بعد أن نشر الأديب الروسي الذائع الصيت الكسندر سولجينتسين الحائز علي جائزة نوبل في الأدب رائعته التاريخية «مائتا سنة معا» (أي مع اليهود) في جزءين كبيرين. وأشار إلي أن ما دفعه إلي الاهتمام بهذه القضية يعود إلي الحملات الإعلامية المكثفة التي روّجت بشكل غير مباشر لكتاب سولجينتسين حين راحت تحاول إدانته بعد أن سيطر اليهود علي كل مفاتيح الإعلام والصحافة في روسيا المعاصرة. آنذاك فقط فكر المؤلف في استحالة أن يعيش اليهود في روسيا لمدة مائتي سنة دون أن يلتفت الأدباء والشعراء الروس إلي ما قاموا به من أدوار يكتنف الغموض الكثير من جوانبها علي مدي هذه الحقبة التاريخية بكل ما حفلت به من مآس وأحداث. ولم يخب ظنه. فقد اكتشف أن الغالبية الساحقة من أدباء روسيا ورجالاتها قد تناولوا بعضا من هذا التاريخ، لكنه اكتشف في الوقت نفسه أن ما قام به من جهد تصور أنه لا بد أن يحظي باهتمام الملايين، يتناوله الصفوة في إطار يغلب عليه الكتمان والسرية الشديدان ولا يتحدث عنه أحد إلا همسًا وخلسة فيما يتلفت يمنة ويسرة علي حد قوله!. قال ما نصّه: لم أكن أدرك أن الناشرين يعرفون أكثر منّي «أسرار العصر».
بعد هذه المقدمة المثيرة التي حرص علي إيجازها في صفحتين دون الإشارة إلي نفسه، تناول المؤلف ما سجله عدد كبير من أبرز نجوم الأدب والثقافة في روسيا علي مدي المائتي عام الأخيرة عن اليهود وفي مقدمتهم بوشكين وتشيخوف ودوستويفسكي وتورجينيف وجوجول جنبا إلي جنب مع الأساطير والأمثال الشعبية التي أدانت وتندرت بما اعتبرته نذالة من جانب اليهود إلي جانب بُخلهم وشغفهم بجمع المال والذهب وإدمان الخيانة.
وإذا كانت الأوساط الأدبية والسياسية المحلية والعالمية قد اطلعت فقط علي ما كتبه فيدور دوستويفسكي عن «المسألة اليهودية» فقد يبدو غريبا أن يعثر المؤلف علي الكثير من الأعمال الأدبية التي تناولت هذه القضية ومنها أشعار لأبرز شعراء روسيا في القرن التاسع عشر - الكسندر بوشكين ومنها «الشال الأسود» وهي مقطوعة غنائية تناولت دسائس أحد أبناء الطائفة اليهودية والذي نعته بوشكين بالحقارة والنذالة وتعمد الوشاية ونقل أخبار خيانة المحبوبة لقاء بضعة قروش. تناول أيضا عملا أدبيا ثانيا سبق ونشره تحت عنوان «الفارس البخيل». هذه المسرحية الشعرية تناولت قصة مراب يهودي يدعي سولومون تعمد بوشكين أن يشير إليه تحت اسم «جِيد»- بكسر الجيم المُعطّشة في إشارة مفعمة بكل مشاعر الاحتقار لليهودي الذي وصفه بوشكين بالملعون.
بين دفتي هذا الكتاب تناول المؤلف أيضا بعضا مما سجله المؤرخ والأديب الروسي جافريل ديرجافين تحت عنوان «عن اليهود» والذي استعرض فيه تاريخ بني إسرائيل منذ رحلتهم إلي مصر وخروجهم منها مطرودين للاستقرار في فلسطين والتي سرعان ما اضطروا إلي الرحيل عنها للانتشار في مختلف بقاع الأرض. بلهجة مفعمة بالسخرية تندر ديرجافين بما يروجه اليهود عن أنفسهم بأنهم أمة وتاريخ لا يندثر. قال: إنهم تشتتوا في أرجاء متفرقة من بقاع الأرض علي مدي قرون طوال تمتعوا خلالها باحتقار ومقت الآخرين جزاء خيانتهم وما ارتكبوه من آثام وشرور جسام في حق جيرانهم. وتندر ديرجافين بما يقال حول أنهم شعب الله المختار في الوقت الذي قال: إنهم منبوذون لم يتمتعوا يوما بحب كل من تعاملوا معه.
واستعرض ديرجافين قصص اليهود مع القياصرة الروس ومنهم فلاديمير مونوماخ الذي طردهم من كييف في عام 1113 وايفان الرهيب الذي أصدر أمرا مماثلا بطردهم من نوفجورود في عام 1528 ما جعلهم يتنقلون مطرودين بين مختلف أرجاء روسيا الكبري أي روسيا المعاصرة وروسيا الصغري التي هي اليوم روسيا البيضاء والمقاطعات المجاورة ومنها كييف عاصمة أوكرانيا المعاصرة.
ولم يكن المؤلف ليغفل بطبيعة الحال ما حفلت به الأدبيات القديمة من أمثال شعبية وأقوال مأثورة حول اليهود وعلاقتهم مع الروس وهو ما تناوله الأديب والمؤرخ اللغوي فلاديمير دال في كتابه «الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة الروسية». من هذا الكتاب انتقي المؤلف بعضا مما حفل به من إشارات إلي تحالف اليهود مع الشياطين وعدائهم للمسيحيين في نفس الوقت الذي شهد تحول الكثيرين منهم إلي اعتناق المسيحية فضلا عن التندر ببخلهم وإدانة نذالتهم ودهائهم وإدمانهم للخيانة.
ومن الماضي البعيد إلي حاضر اليوم الذي يتناوله المؤلف من خلال ما كتبه بوريس ميرونوف وزير الصحافة والإعلام الأسبق تحت عنوان «حول الفاشية اليهودية»:
«ليس هناك مهنة واحدة لا يدخر اليهود لها وسعا وحماسا ويولونها أهمية مثلما يفعلون بالنسبة لأكاذيبهم حول ما تعرضوا له من اضطهاد ومطاردة ومهانة وانتهاك لحقوقهم وعدم مساواتهم بالشعوب الأخري أو بقول أدق فيما يسمونه هم بأنفسهم معاداة السامية علي الرغم من أن ذلك لا علاقة له بالعرب أو بالمالطيين أو بأي من الشعوب السامية الأخري». وقال ميرونوف: «إن اليهود يفهمون المساواة بين الشعوب علي نحو فريد النمط لأنهم يريدون الحصول علي الحقوق دون الالتزام بأية واجبات. إنهم ما إن حصلوا في روسيا في عام 1874 علي المساواة في الحقوق مع بقية شعوب الإمبراطورية بما في ذلك واجب أداء الخدمة العسكرية حتي سارع الألوف من الشبان اليهود إلي مغادرة روسيا وتوجيه الإهانات إليها علانية بسبب الاضطهاد المريع لليهود».
ولم يغفل ميرونوف دور لينين اليهودي الأصل زعيم ثورة أكتوبر 1917 حين أشار إلي ما قام به من أجل إحياء أسطورة العداء للسامية وما أصدره من مراسيم قال إنها تستهدف اجتثاث العداء للسامية التي حاول تصوير أن نيرانها لم تخبُ منذ سنوات الإمبراطورية القيصرية. ونذكر أن الكثيرين من زعماء هذه الثورة كانوا من اليهود ومنهم إلي جانب لينين كاجانوفيتش وتروتسكي وسفيردلوف وغيرهم كثيرون ممن تسللوا إلي الحلقات الثورية السرية التي انتشرت في مختلف أرجاء الإمبراطورية في إطار الإعداد لما يصفه اليهود اليوم بـ«الانقلاب الثوري».
الغريب والمثير معا ما أورده ميرونوف من أسماء وألقاب لأبرز نجوم السياسة والفنون والثقافة في روسيا المعاصرة وما قاموا به من أدوار مشبوهة في تنفيذ سياسات الخصخصة والتحول إلي اقتصاد السوق في نفس الوقت الذي راحوا يحذرون فيه مما وصفوه بـ «الفاشية الروسية»:
«اليوم تعيش روسيا عهد القياصرة اليهود. إنهم يفرضون هيمنتهم في كل مجالات وأفرع السلطة. جايدار وبوربوليس ويافلينسكي وكيرينكو وشوخين وجيرينوفسكي وتشوبايس وساتاروف وباتورين وليفشيتس وآفين وموستوفوي وياسين وريسين واورينسون وكوخ وموزيكانتسكي.. فيما وقعت الصحافة بين براثن يهودية : جولومبيوفسكي وياكوفليف وبوزنيرروسفانيدزه ولوشاك وترياتيكوف وبومبيانسكي واجناتينكو وبيرجر وشفيدكوي وجوتيونتوف.. أما النفط والغاز والمال والمصانع فثروات روسية يتملكها يهود من امثال بوروفوي وبيريزوفسكي وجوسينسكي وخــــــودوركوفســـــــــــكي وخــــــايت ومــــالكين» (ص 400).
ولم يتوقف وزير الإعلام الأسبق عند إماطة اللثام عن عشرات الشخصيات اليهودية في مجالات الفن والموسيقي والثقافة والعلوم حيث مضي ليقول: «إن اليهود يسرقون روسيا علانية وبوقاحة. اليهودي نيمتسوف (كان نائبا لرئيس الحكومة في إحدي حكومات يلتسين) يبيع اليهودي يوردان أكبر مصانع الورق في روسيا لقاء 5،7 مليون دولار في الوقت الذي كان يبلغ ثمن إحدي ماكيناته الجديدة التي جري تركيبها قبل إتمام صفقة البيع 12,5 مليون دولار. وما أن حصل الملاك الجدد ما يريدونه من هذا المصنع حتي قاموا ببيعه مقابل 25 مليون دولار. أما ميناء نوفوروسيسك مقابل 22,5فقد بيع بمليون دولار واسطول النقل في مورمانسك مقابل ثلاثة ملايين دولار. وهاهو بنك «اونيكسيم» يشتري شركة نفط «سيدانكو» مقابل 20 مليون دولار في الوقت الذي يسارع فيه مالكوه الجدد ببيع ثلث أسهم الشركة إلي إحدي الشركات القبرصية من المنطقة الحرة بمائتي مليون أي أن الثلث يبدو أغلي بعشرة أضعاف القيمة الإجمالية بما يعني أن قيمة الشركة النفطية بيعت إلي أحد اليهود لصالح يهود آخرين بما يقل عن القيمة الحقيقية بمقدار 300 ضعف.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر