بينما كان بعض الأسرى بغرفة رقم أربعة في قسم الغرف بسجن النقب الصحراوي يتناولون طعام الغداء وقسم آخر قد أخلد إلى قيلولة الظهيرة التي تعتبر مقدسة عند الأسرى وآخر في الحمام لم ينته بعد من غسيل ثيابه حتى قامت جلبة وجلجلة قوية بمردوان القسم (الممر) التفت أسرى الغرفة وإذا بلص يقتحم عليهم غرفتهم ويدخل بدون استئذان وقف من شدة الموقف من كان يأكل وصرخ :لص حرامي واستيقظ من كان نائماً مذعوراً مفزوعاً وخرج من كان يغسل ثيابه يحمل بيده الشبشب ويقول: أين هو وتعالى صراخ جيران غرفة أربعة من الغرف المجاورة إياكم أن يفلت من بين أيديكم اقتلوه حطموه وأمام كل هذا الإرباك وهذه الميمعة التي حدثت جلس (اللص) في أحد زوايا الغرفة وانهالت عليه أحذية القوم هرب منهم واختفى في إحدى حقائب الأسرى جن جنون أبي بصير صاحب الحقيبة وطلب من أبي السعيد أن يساعده في قتل وطرد هذا اللص الذي سيعبث بالمحتويات الخاصة لأبي بصير ومن خارج الغرفة عاد الصوت والسؤال وبالتحديد من غرفة 6 التي أظهرت شماتة كبيرة لاقتحام الغرفة ماذا حدث يا جيراننا ؟؟ أخبره أبو أسامة أن الأمر تحت السيطرة وأن المستهدف الرئيس بالموضوع أبو بصير أن لا عليكم لا يستطيع الفرار، عرض عليهم أبو عبادة المساعدة وأن يرسل لهم الأسير أبا غالب الذي يتمتع بصيت كبير بين الأسرى بقدرته على الإمساك باللصوص وبأنه خبير استراتيجي ولا يوجد له مثيل كل ذلك مقابل أن تتبرع غرفة أربعة بخمسة أكياس من بزر عباد الشمس لغرفة خمسة بالإضافة إلى علبتي كولا، رفض أبو نعيم من غرفة أربعة العرض وقال لن نقبل أن يدافع عن شرف غرفتنا واقتحام بيتنا إلا أبناء غرفة أربعة، كان ضحك وفرح وشماتة غرفة 6 واضحة وجلية وعممت الخبر على كل أقسام السجن التي باتت تعلم بنبأ الفار المسكين الذي ساقه قدره السيئ إلى سجن النقب وتحديداً إلى الأقسام المغلقة وغرفة أربعة، طلب أبو بصير بصوت عالٍ من أبي أسامة وشباب غرفته أن يقطعوا حديثهم مع باقي الغرف وأن يستغلوا الوقت لقتل هذا اللص اللعين نفل شنطته قطعة قطعة وبحذر شديد كي لا يلمسه أو ينجسه وفي هذه الأثناء حيث كان حذراً جداً ويعمل بخوف قدم من خلفه أبو بلال وبحركة خفيفة لمس كعب قدمه الذي كان مرفوعاً قليلاً عن الأرض وكأن شيئاً ما لمسه فخرج صوت صراخ شديد من أبي بصير وألقى بحقيبته بحركة انفعالية شديدة بأعلى الغرفة وطار الفأر في الغرفة وسمعت باقي الغرف صوت أبي بصير وعاد الهرج والمرج إلى الغرف المجاورة التي سمعت صوت الصراخ والضحكات تخرج من قلب غرفة أربعة، ما بكم ماذا حدث؟ هل عض الفأر أبا بصير؟ لم يجب أحد من الغرفة، عاد أبو عبادة يجدد العرض هاي أخوكم أبو غالب موجود جاهز بدقيقة لصيد أكبر فأر يا إخوان أبو غالب خريج مجدو وأنتم أعلم الناس بفئران مجدو لم يبق فأراً بالسجن ، اخترع مصائد خاصة ردوا علي وبنسامحكم بكيس بزر نحن نريد خدمتكم ، جدد أسرى غرفة أربعة رفضهم لأي جهود وأي مساعدة من أي طرف خارجي وقال لهم أبو نبيه كبير الغرفة: لن نقبل بأي تدخل خارجي من أية جهة ونحن سئمنا التدخلات الخارجية والخبراء الاستراتيجيين نريد أن نعالج مشاكلنا بأيدينا كيف لا ونحن عندنا في الغرفة أبو بصير وأبو أسامة وأبو عبيدة لقد حسم الأمر ولا للتدخل الجيران وكما يقول المثل سنقلع شوكنا بأيدينا .
الفأر الذي طار حشر هذه المرة بين برش أبي سالم وأبي بصير وهنا جلس أبو سالم ورفع يديه وقال أنا لا أقوى على التصدي لهذا النوع الخسيس ،فأنا طوال عمري أخشاهم وأخاف منهم هزئ منه أبو أسامة وقال له وال باطل على الرجال الآن راح اتشوف كيف راح يكون مصير من دخل دار أبي نبيه كبير أسرى النقب صح يا رجال هبت الحمية في صدور الشباب وقرروا أن ينهوا عمر هذا الفأر اللعين ويعلقوه من قدميه ليكون عبرة لكل لصوص السجن ولكي تعلم غرفة 6 بالتحديد أن غرفة أربعة لن تتهاون مع أي مقتحم دخيل في هذه الأثناء لمح أبو بصير الفأر وبحركة سريعة صوب نحوه شبشب من نوع زنوب نمرة أربعة وأربعين وأصابه برأسه ترنح الفأر وبدأ لا يقوى على الحراك تعالت الهتافات والفرح وغنى أبو بصير ورد من خلفه الأسرى (يا ويلك ويل ياللي بتعادينا ) لم يفرح أسرى غرفة 6 بهذه النتيجة بينما غرفة خمسة تريد أن تعلم من الذي حقق الهدف وبكل التفاصيل من قتل ماذا استخدم من سلاح؟ في هذه الأثناء سمعت إدراة السجن بالصراخ والأغاني والفرح وسمع أحد الجنود كلمة ما نوع السلاح وكان يتقن العربية وما هي إلا دقائق حتى حضرالضباط والجنود واقتحموا الغرفة رقم أربعة وطلبوا من أبي نبيه توضيح الأمر فأخبرهم أبو نبيه أن لا سلاح موجود وأن القصة انتهت وها هي الضحية وأراهم الفأر المضرج بدماه وأشار إليهم إلى شبشب أبي سالم وأنه هو المقصود بكلمة سلاح هز رأسه الجندي باستغراب وقال كل هذا مشان فأر وخرج الضابط اللعين ليعود بعد نصف ساعة ويخرج كل الأسرى من الغرفة ويجري بها عملية تفتش نوعية تم فك كل نقاط الكهرباء الموجودة بالغرفة بالإضافة إلى التلفاز تم فك الغطاء والبحث داخله وتفتيش الملابس والحقائب وكل شيء فهم أناس قد دب الرعب والخوف في قلوبهم ونظرتهم الأمنية لا مجال فيها لتصديق المزاح، دخل الشباب إلى الغرفة ووجدوا كل شيء قد انتقل من مكانه وأن الزيت خلط بالزعتر الذي وزع على ثياب الأسرى وأن المواد التنظيفية قد سكبت في كل مكان فتنهد أبو أسامة وقال بالله عليكم من أحدث دماراً أكثر الفأر أم هؤلاء الجنود؟ ومن أولى بالقتل الفأر المسكين أم هذا الضابط اللعين؟؟؟.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر