رحلتي إلى أرض العزة"، هو عنوان كتاب استثنائي بكلّ المقاييس، فكلماته مستلّة من تجربة إنسانية عميقة، حافلة بالتأثر، ومؤهلة لأن تبكي قارئها مراراً لعمق ملامستها الوجدان، وقدرتها الفائقة على تحريك المشاعر.
صدر الكتاب في كوبنهاغن، باللغة العربية، عن المجلس الإسلامي الدانمركي، وهو يقع في نحو مائة وسبعين صفحة من القطع الكبير، وهو معزّز بالصور الميدانية، وبمواد توثيقية عدّة، تجعله بمثابة معالجة استثنائية، من خلال أهميّة التجربة التي خاضها جراح الحوادث القادم من اسكندنافيا، وبخصوصية الموقف الذي تصدّى للقيام بمهمته الإنسانية في خضمِّه.
وتأتي الشهادات التي يفيض بها هذا الكتاب؛ بمثابة لوحات تمتزج بها المشاعر الإنسانية العميقة، الكفيلة باستدرار دموع القارئ بلا توقف، والأبعاد السردية التي تضع المرء في قلب الحدث الغزِّيّ زماناً ومكاناً.
بداية القصة
فالكتاب يرحل بقارئه إلى اسكندنافيا ابتداءً، حيث يقيم جراح الحوادث الدانمركي من أصل عربي الدكتور جهاد عبد العليم الفرّا، ففي ليالي الشتاء التي تحققت معها الانعطافة من عام 2008 إلى عام 2009، أخذ دويّ القصف المتلاحق بغزة، يًُحدِث أصداءه في وجدان الطبيب، الذي أدرك أنّ واجبه الإنساني، والتزامه المهني، ووازعه الديني والأخلاقي، كلها تحتم عليه أن ينتقل إلى القطاع المحاصر الذي أخذت آلة الحرب الإسرائيلية العاتية تسحقه سحقاً.
يشرح المؤلف كيف تواردت أنباء العدوان الحربي الإسرائيلي، فأقضّت مضجعه، وآلمت قلبه، فسعى بكلّ السبل للتحرّك صوب غزة، غير آبه بسلامته الشخصية.
ويضع الكتابُ القارئَ في ضوء المساعي الحثيثة التي أخذ يبذلها هذا الطبيب ذو الأصل السوري، والذي يعيش في كوبنهاغن، عبر اتصالات مع المنظمات الإنسانية الدولية، كالصليب الأحمر و"أطباء بلا حدود"، بغية وفائه بعهد قطعه على نفسه، بمداواة الجرحى وإنقاذ المصابين، تحت الحمم التي تنهال عليهم في قطاع غزة، لكنّ المسارات لم تكن سالكة، فكان لا بدّ من السعي عبر خيارات أخرى، مثل تجمّع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، واتحاد الأطباء العرب، وهو ما حقّق أمنية عزيزة على نفسه، بأن تطأ قدما هذا الطبيب أرض غزة، وإن كانت الصعوبات والعراقيل وفيرة في طريقه ذاك.
الصورة من الداخل
ويشرح المؤلف، ما عايشه داخل القطاع، عبر خدمته التطوّعية في المشفى الأهلي العربي، وفي مجمع الشفاء الطبي، وكذلك في مشفى الوفاء الواقع على خطوط التماس بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال الحرب الضارية على غزة، حيث كان يتنقل على مدار الساعة من هذا المشفى إلى ذاك، ليجري العمليات والخدمات الطبية تحت ضغط شديد يفوق الطاقة الاستيعابية للبنية الصحية التحتية في هذه الرقعة المحاصرة من الأرض.
ويعيد المؤلف نسج المواقف التي عايشها، والتي لا يمكن للمرء أن ينساها ما حيي؛ من معايشاته آلام الجرحى، واستقباله إصابات بالغة البشاعة جراء الأسلحة الإسرائيلية المحظورة دولياً، وصولاً إلى ما لمسه من مشاعر العزّة والكرامة والتجلّد والاحتساب لدى الأطفال والأمهات وكبار السنّ، علاوة على الشباب الفلسطيني الذي لم يأبه ما أصابه، وهو ما جعله يصف قطاع غزة بأنه "أرض العزّة".
وينقل الكتاب أصداء غزة تحت الحرب، التي صنعها على مدار الساعة دويّ القصف الإسرائيلي جوّاً وبرّاً وبحراً، وصدى اشتباكات المقاومة التي لاحظ أنها استبسلت في مواجهة واحد من أعتى جيوش العالم، وأزيز "الزنانة" -الطائرات بدون طيّار- التي كانت تحوم في الأجواء بلا توقف راصدة المشهد على الأرض إيذاناً بالقصف الجديد، علاوة على التفجيرات التي كانت تجري في مناطق التماس في أرجاء القطاع المحاصَر.
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر