كيف نتعامل مع يهودية الدولة في هذه المرحلة بالذات ؟؟؟!!!
الكاتب: الشيخ إبراهيم صرصور
( 1 )
الحديث عن إسرائيل ( كدولة يهودية ) ، أو ( كدولة الشعب اليهودي ) ، أو ( دولة يهودية وديمقراطية ) ، ليس جديدا ، فالحركة الصهيونية منذ نشأتها تحدثت عن ( وطن قومي لليهود ) ، وكذلك ( وعد بلفور ) أشار إلى ذات الفكرة . أما قرار التقسيم ( 181 ) من العام 1947 فقد تحدث هو أيضا عن إقامة دولتين في فلسطين التاريخية واحدة ( عبرية / يهودية ) والأخرى ( عربية ) ... إعلان قيام إسرائيل في العام 1948 ، والاعتراف الدولي بها أكد هذا المعنى بطريقة أو بأخرى ، وكذلك وثيقة استقلال إسرائيل وهي المرجعية لكل القوانين الإسرائيلية ، وقانون أساس ( كرامة الإنسان وحريته ) الإسرائيلي الذي اعتبره فقهاء القانون الإسرائيليون ثورة في عالم القانون ، حسم مسالة ( يهودية الدولة وديمقراطيتها ) بشكل نهائي ... إذا كان الأمر كذلك ، فما الجديد ولماذا هذه الضجة حول يهودية الدولة في هذا الوقت بالذات ، وما الذي اختلف ...
( 2 )
الجواب عن هذه الأسئلة هو سبب القلق والضجة التي أثارتها المسألة .... قبل هذا التاريخ كانت مسالة يهودية الدولة شأنا داخليا إسرائيليا ، يدور حولها نقاش عنيف بين تيارات المجتمع اليهودي : يمين ويسار ، متدين وعلماني ، غربي ( أشكناز ) وشرقي ( سفاراديم ) ، وهكذا ... الإسرائيليون لم يحسموا الموضوع فيما بينهم ، فلجأوا بخبث إلى تصديره إلى الخارج ، وهذا الخارج في حالتنا نحن الجماهير العربية في إسرائيل من خلال ( اقتراح قانون المواطنة / الولاء ) الجديد ، والذي نرفضه بشده ، والشعب الفلسطيني من خلال مطالبته بالاعتراف المسبق بإسرائيل ( كدولة يهودية ) ، وهو الأمر الذي يرفضه الشعب الفلسطيني أيضا ، على الأقل حتى هذه اللحظة . أقول ذلك على ضوء ما نسمع من تصريحات لبعض المسؤولين الكبار في السلطة الفلسطينية ، ونتائج بعض الاستطلاعات الصادرة مؤخرا ، والتي تشير كلها إلى استعداد ما فلسطيني للاعتراف بيهودية الدولة إذا ما استجابت للمطالب الفلسطينية ، وهذا طبعا من الأوهام التي علاقة لها بالواقع ...
نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يصر على هذين المطلبين المتعلقين بيهودية الدولة لسببن اثنين كما أظن ، هو الكاسب فيهما إن تحقق كلاهما أو احدهما . الأول ، تعطيل المفاوضات السلمية لمعرفته المسبقة أن الفلسطينيين لن يقبلوا بهذا الشرط أبدا ، خصوصا حينما يأتي متزامنا مع قرار الحكومة الاستمرار في الاستيطان في الضفة المحتلة بما في ذلك القدس . والثاني ، تحقيق جملة من الأهداف دفعة واحدة في حال وافق الفلسطينيون على هذا الشرط ، منها إسقاط حق العودة لفلسطينيي الشتات ، تحويل الأقلية العربية الفلسطينية الأصلانية صاحبة الوطن ، إلى أقلية وجودها في وطنها مشكوك فيه ومشروط ومهدد دائما ، إسقاط الرواية الفلسطينية والاعتراف بالرواية الإسرائيلية لتاريخ الصراع والنكبة والحقوق ، الاعتذار عن النكبة والمشروع الوطني ، شرعنة العنصرية ضدنا ، إشكالات مع الدول العربية التي اعترفت بإسرائيل كدولة غير معرفة الحدود وذات طابع غير يهودي ، وإنهاء الصراع وإغلاق ملفه بالضربة القاضية لمصلحة إسرائيل ...
( 3 )
( الولاء ) كما ( البراء ) من المفاهيم الراسخة في أديان وأعراف وتقاليد الأمم ، وهي ذات صلة بثوابت فكرية وعقائدية لا علاقة لها بواقع العلاقات بين الشعوب والأمم مهما اختلفت ثقافاتها ، وعليه فلا مكان لفرض ( فكرة / أيديولوجية ) تمثل عقيدة طرف ما على من لا يدينون بهذه الثوابت ويحملون ما يعارضها دينا وعقيدة وقومية ووطنية ... ليس هنالك في مصادرنا المعصومة وعلى رأسها القرآن العظيم حكم فيه من الأدلة أكثر وضوحا ولا أبْيَنَ طريقا من قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغَيِّ .. ) ... فإن كانت القاعدة عندنا أن ( لا إكراه في الدين ) رغم ما للدين من ثقل نوعي تتحدد فيه المصائر ، فمن باب أولى ألا يكون هنالك إكراه فيما دونه خطورة وأهمية ... نحن نرفض قانون الولاء لإسرائيل كدولة يهودية لأسباب سياسية ذكرتها سابقا ، إلا أنني أزيد هنا سببا آخر هو في نظري الأهم والأكثر حسما للقضية ... إنه السبب الديني ، ذلك أن ( الولاء والبراء ) من لوازم شعار الإسلام ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ) ، والذي يعني بالضرورة ألا ولاء على الحقيقة شرعا إلا لله ورسوله وللمؤمنين ... وهنا يأتي السؤال ، كيف لي أن أتعايش إذا مع غير المسلمين في مجتمع واحد الحكم فيه لغير المسلمين ؟؟؟ الجواب على هذا السؤال جاء أيضا في لقرآن الكريم في قوله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . ) ... فالعلاقة بين البشر المختلفين عقيدة وشريعة والتي يدعو إليها الإسلام ، هي علاقة في جوهرها ( مدنية ) تقتضي أن يحافظ في إطارها كل على خصوصياته الدينية والثقافية ، مع الالتقاء على منظومة مدنية تنظم شؤون الحياة بما يخدم مصالح ( الشركاء ) في المجتمع الواحد ويحقق ( مقاصد حياتهم ) بكل سهولة ويسر ... وهذا هو النموذج الأرقى الذي طبقة الإسلام والمسلمون على مدى خمسة عشر قرنا من حياة الدولة الإسلامية ...
( 4 )
حتى لا أذهب بعيدا في التحليل ، أشير هنا إلى أن هذه المسألة قائمة أيضا داخل المجتمع اليهودي ، فليس أعجب من أن تأتي إسرائيل لتطالب العربي مسلما كان أو مسيحيا بالولاء لإسرائيل كدولة يهودية ، وهم الذين لم يحسموا موضوع هوية الدولة ولا تعريف اليهودية في أوساطهم هم ... مثال ذلك ، الرفض الكامل لأوساط اليهود الأصوليين ( الحاريديم ) لليهودية كم يفهمها مثلا ( اليسار الإسرائيلي ) أو ( العلمانيون الإسرائيليون ) ، إلى درجة أن حزب ( يهدوت هاتوراه ) يرفض القبول بلقب ( وزير ) لاعتقاده الديني في أن إسرائيل ليست ( كيانا شرعيا ) بالمعنى الديني ، فهم يقبلون بالمشاركة فيه من باب ( درء المفاسد وسد الذرائع ) كما نقول في مصطلحاتنا الشرعية ... أكثر من ذلك ، الصراع العنيف الدائر في أوساط المتدينين أنفسهم : أصوليين ( حاريديم / أورثودوكسيم) ، ومحافظين ( كونسيرفتيفيم ) ، وإصلاحيين ( رفورميم ) ، حول ماهية اليهودية التي يجب أن تشكل الأساس لدولة اليهود ، وهو صراع لم يعد سرا ، بل هو من القضايا المشهورة والمعروفة في إسرائيل وخارجها ... فكيف والأمر على هذا النحو يمكننا أن نقبل بمثل ( قانون الولاء ) ، ونحن نحمل ما يناقض هذا المفهوم ، بل ويدعو إلى استبداله ليس لأسباب سياسية فقط ، ولكن لأسباب دينية أيضا ...
تبقى هنالك قضية أخيرة لا بد من حل لغزها ، وهي متعلقة بالحل في ظل هذا التشابك في التصورات ، والتعقيد في المشهد ... تحدثنا سابقا عن ( عقد مدني ) من المفروض أن ينظم الحياة المشتركة على ألا يتصادم مع الثوابت الدينية وغيرها ... هذا ( العقد المدني ) يجب أن يكون نتاجا لشراكة حقيقية في صياغته ، بحيث يكون متمتعا بدرجة عالية من التوازن ، ومعبرا إلى ابعد حد عن خصوصيات ( الشركاء ) ، فإن غابت هذه القاعدة كما هو الحال في إسرائيل ، فلا يكون هنالك مجال لتعايش حقيقي ، وإنما لعنصرية لن تدفع بحال إلى التعاون لإقامة المجتمع الواحد ، بل إلى استمرار الصراع والنزاع ، بل وسفك الدماء واستمرار الظلم ، وهذا هو واقع الحال في إسرائيل بالنسبة لنا نحن ( الأغيار ) ...
( 5 )
من الخطورة بمكان إذا ، أن نهرول في اتجاه هذا الحقول المفخخة التي تنصبها إسرائيل بذكاء من غير أن تقدم شيئا ، وعليه فيجب أن يتوقف مسلسل التنازلات الذي يفرغ السلة الفلسطينية من كل أوراق الضغط من غير مقابل وفي غير طائل ، لأن إسرائيل ليست معنية بالسلام إلا إذا كان حسب مقاساتها ، كما أن التنازلات الفلسطينية لن تحرج الإسرائيليين كما يتوهم البعض ، بل ستفتح شهيتهم أكثر وستزيدهم عنادا ، خصوصا وأنهم ما زالوا يتمتعون بدعم المجتمع الدولي الكامل وغير المتحفظ في أغلب الأحيان ...
ليس أمامنا إلا التمسك بالثوابت حتى لو استمر الصراع لألف عام ، ولن يستمر إلى هذا الحد ، فرياح التاريخ بدأت تهب في غير صالح العنجهية والصلف والعناد الإسرائيلي ...
رئيس حزب الوحدة العربية / الحركة الإسلامية
الكاتب: الشيخ إبراهيم صرصور
( 1 )
الحديث عن إسرائيل ( كدولة يهودية ) ، أو ( كدولة الشعب اليهودي ) ، أو ( دولة يهودية وديمقراطية ) ، ليس جديدا ، فالحركة الصهيونية منذ نشأتها تحدثت عن ( وطن قومي لليهود ) ، وكذلك ( وعد بلفور ) أشار إلى ذات الفكرة . أما قرار التقسيم ( 181 ) من العام 1947 فقد تحدث هو أيضا عن إقامة دولتين في فلسطين التاريخية واحدة ( عبرية / يهودية ) والأخرى ( عربية ) ... إعلان قيام إسرائيل في العام 1948 ، والاعتراف الدولي بها أكد هذا المعنى بطريقة أو بأخرى ، وكذلك وثيقة استقلال إسرائيل وهي المرجعية لكل القوانين الإسرائيلية ، وقانون أساس ( كرامة الإنسان وحريته ) الإسرائيلي الذي اعتبره فقهاء القانون الإسرائيليون ثورة في عالم القانون ، حسم مسالة ( يهودية الدولة وديمقراطيتها ) بشكل نهائي ... إذا كان الأمر كذلك ، فما الجديد ولماذا هذه الضجة حول يهودية الدولة في هذا الوقت بالذات ، وما الذي اختلف ...
( 2 )
الجواب عن هذه الأسئلة هو سبب القلق والضجة التي أثارتها المسألة .... قبل هذا التاريخ كانت مسالة يهودية الدولة شأنا داخليا إسرائيليا ، يدور حولها نقاش عنيف بين تيارات المجتمع اليهودي : يمين ويسار ، متدين وعلماني ، غربي ( أشكناز ) وشرقي ( سفاراديم ) ، وهكذا ... الإسرائيليون لم يحسموا الموضوع فيما بينهم ، فلجأوا بخبث إلى تصديره إلى الخارج ، وهذا الخارج في حالتنا نحن الجماهير العربية في إسرائيل من خلال ( اقتراح قانون المواطنة / الولاء ) الجديد ، والذي نرفضه بشده ، والشعب الفلسطيني من خلال مطالبته بالاعتراف المسبق بإسرائيل ( كدولة يهودية ) ، وهو الأمر الذي يرفضه الشعب الفلسطيني أيضا ، على الأقل حتى هذه اللحظة . أقول ذلك على ضوء ما نسمع من تصريحات لبعض المسؤولين الكبار في السلطة الفلسطينية ، ونتائج بعض الاستطلاعات الصادرة مؤخرا ، والتي تشير كلها إلى استعداد ما فلسطيني للاعتراف بيهودية الدولة إذا ما استجابت للمطالب الفلسطينية ، وهذا طبعا من الأوهام التي علاقة لها بالواقع ...
نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يصر على هذين المطلبين المتعلقين بيهودية الدولة لسببن اثنين كما أظن ، هو الكاسب فيهما إن تحقق كلاهما أو احدهما . الأول ، تعطيل المفاوضات السلمية لمعرفته المسبقة أن الفلسطينيين لن يقبلوا بهذا الشرط أبدا ، خصوصا حينما يأتي متزامنا مع قرار الحكومة الاستمرار في الاستيطان في الضفة المحتلة بما في ذلك القدس . والثاني ، تحقيق جملة من الأهداف دفعة واحدة في حال وافق الفلسطينيون على هذا الشرط ، منها إسقاط حق العودة لفلسطينيي الشتات ، تحويل الأقلية العربية الفلسطينية الأصلانية صاحبة الوطن ، إلى أقلية وجودها في وطنها مشكوك فيه ومشروط ومهدد دائما ، إسقاط الرواية الفلسطينية والاعتراف بالرواية الإسرائيلية لتاريخ الصراع والنكبة والحقوق ، الاعتذار عن النكبة والمشروع الوطني ، شرعنة العنصرية ضدنا ، إشكالات مع الدول العربية التي اعترفت بإسرائيل كدولة غير معرفة الحدود وذات طابع غير يهودي ، وإنهاء الصراع وإغلاق ملفه بالضربة القاضية لمصلحة إسرائيل ...
( 3 )
( الولاء ) كما ( البراء ) من المفاهيم الراسخة في أديان وأعراف وتقاليد الأمم ، وهي ذات صلة بثوابت فكرية وعقائدية لا علاقة لها بواقع العلاقات بين الشعوب والأمم مهما اختلفت ثقافاتها ، وعليه فلا مكان لفرض ( فكرة / أيديولوجية ) تمثل عقيدة طرف ما على من لا يدينون بهذه الثوابت ويحملون ما يعارضها دينا وعقيدة وقومية ووطنية ... ليس هنالك في مصادرنا المعصومة وعلى رأسها القرآن العظيم حكم فيه من الأدلة أكثر وضوحا ولا أبْيَنَ طريقا من قوله تعالى : ( لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغَيِّ .. ) ... فإن كانت القاعدة عندنا أن ( لا إكراه في الدين ) رغم ما للدين من ثقل نوعي تتحدد فيه المصائر ، فمن باب أولى ألا يكون هنالك إكراه فيما دونه خطورة وأهمية ... نحن نرفض قانون الولاء لإسرائيل كدولة يهودية لأسباب سياسية ذكرتها سابقا ، إلا أنني أزيد هنا سببا آخر هو في نظري الأهم والأكثر حسما للقضية ... إنه السبب الديني ، ذلك أن ( الولاء والبراء ) من لوازم شعار الإسلام ( لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ) ، والذي يعني بالضرورة ألا ولاء على الحقيقة شرعا إلا لله ورسوله وللمؤمنين ... وهنا يأتي السؤال ، كيف لي أن أتعايش إذا مع غير المسلمين في مجتمع واحد الحكم فيه لغير المسلمين ؟؟؟ الجواب على هذا السؤال جاء أيضا في لقرآن الكريم في قوله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . ) ... فالعلاقة بين البشر المختلفين عقيدة وشريعة والتي يدعو إليها الإسلام ، هي علاقة في جوهرها ( مدنية ) تقتضي أن يحافظ في إطارها كل على خصوصياته الدينية والثقافية ، مع الالتقاء على منظومة مدنية تنظم شؤون الحياة بما يخدم مصالح ( الشركاء ) في المجتمع الواحد ويحقق ( مقاصد حياتهم ) بكل سهولة ويسر ... وهذا هو النموذج الأرقى الذي طبقة الإسلام والمسلمون على مدى خمسة عشر قرنا من حياة الدولة الإسلامية ...
( 4 )
حتى لا أذهب بعيدا في التحليل ، أشير هنا إلى أن هذه المسألة قائمة أيضا داخل المجتمع اليهودي ، فليس أعجب من أن تأتي إسرائيل لتطالب العربي مسلما كان أو مسيحيا بالولاء لإسرائيل كدولة يهودية ، وهم الذين لم يحسموا موضوع هوية الدولة ولا تعريف اليهودية في أوساطهم هم ... مثال ذلك ، الرفض الكامل لأوساط اليهود الأصوليين ( الحاريديم ) لليهودية كم يفهمها مثلا ( اليسار الإسرائيلي ) أو ( العلمانيون الإسرائيليون ) ، إلى درجة أن حزب ( يهدوت هاتوراه ) يرفض القبول بلقب ( وزير ) لاعتقاده الديني في أن إسرائيل ليست ( كيانا شرعيا ) بالمعنى الديني ، فهم يقبلون بالمشاركة فيه من باب ( درء المفاسد وسد الذرائع ) كما نقول في مصطلحاتنا الشرعية ... أكثر من ذلك ، الصراع العنيف الدائر في أوساط المتدينين أنفسهم : أصوليين ( حاريديم / أورثودوكسيم) ، ومحافظين ( كونسيرفتيفيم ) ، وإصلاحيين ( رفورميم ) ، حول ماهية اليهودية التي يجب أن تشكل الأساس لدولة اليهود ، وهو صراع لم يعد سرا ، بل هو من القضايا المشهورة والمعروفة في إسرائيل وخارجها ... فكيف والأمر على هذا النحو يمكننا أن نقبل بمثل ( قانون الولاء ) ، ونحن نحمل ما يناقض هذا المفهوم ، بل ويدعو إلى استبداله ليس لأسباب سياسية فقط ، ولكن لأسباب دينية أيضا ...
تبقى هنالك قضية أخيرة لا بد من حل لغزها ، وهي متعلقة بالحل في ظل هذا التشابك في التصورات ، والتعقيد في المشهد ... تحدثنا سابقا عن ( عقد مدني ) من المفروض أن ينظم الحياة المشتركة على ألا يتصادم مع الثوابت الدينية وغيرها ... هذا ( العقد المدني ) يجب أن يكون نتاجا لشراكة حقيقية في صياغته ، بحيث يكون متمتعا بدرجة عالية من التوازن ، ومعبرا إلى ابعد حد عن خصوصيات ( الشركاء ) ، فإن غابت هذه القاعدة كما هو الحال في إسرائيل ، فلا يكون هنالك مجال لتعايش حقيقي ، وإنما لعنصرية لن تدفع بحال إلى التعاون لإقامة المجتمع الواحد ، بل إلى استمرار الصراع والنزاع ، بل وسفك الدماء واستمرار الظلم ، وهذا هو واقع الحال في إسرائيل بالنسبة لنا نحن ( الأغيار ) ...
( 5 )
من الخطورة بمكان إذا ، أن نهرول في اتجاه هذا الحقول المفخخة التي تنصبها إسرائيل بذكاء من غير أن تقدم شيئا ، وعليه فيجب أن يتوقف مسلسل التنازلات الذي يفرغ السلة الفلسطينية من كل أوراق الضغط من غير مقابل وفي غير طائل ، لأن إسرائيل ليست معنية بالسلام إلا إذا كان حسب مقاساتها ، كما أن التنازلات الفلسطينية لن تحرج الإسرائيليين كما يتوهم البعض ، بل ستفتح شهيتهم أكثر وستزيدهم عنادا ، خصوصا وأنهم ما زالوا يتمتعون بدعم المجتمع الدولي الكامل وغير المتحفظ في أغلب الأحيان ...
ليس أمامنا إلا التمسك بالثوابت حتى لو استمر الصراع لألف عام ، ولن يستمر إلى هذا الحد ، فرياح التاريخ بدأت تهب في غير صالح العنجهية والصلف والعناد الإسرائيلي ...
رئيس حزب الوحدة العربية / الحركة الإسلامية
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر