ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أجراس العودة

مرحباً بك عزيزي الزائر في ملتقى أجراس العودة ، اذا لم يكن لديك حساب بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه

ملتقى أجراس العودة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ملتقى أجراس العودة

سياسي، ثقافي ، اجتماعي، إخباري


    المناضل مروان البرغوثي ...

    سوزان
    سوزان
    مشرفة أجراس فلسطينية
    مشرفة أجراس فلسطينية


    انثى الثور جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : المناضل مروان البرغوثي ... Palestine_a-01
    نقاط : 10973
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 29/06/2009

    المناضل مروان البرغوثي ... Empty المناضل مروان البرغوثي ...

    مُساهمة من طرف سوزان الإثنين 19 سبتمبر 2011, 11:49 am

    ولادته

    مروان يحمل رقم أربعة بين إخوانه السبعة لأسرة أبي عاطف المكونة من عاطف وهشام وعصام ومروان ومقبل واياد، واخيرا شروق (بنت). وهذه الأسرة جزء من عائلة البرغوثي, أحد العائلات العريقة في فلسطين.



    تنحدر هذه العائلة (البرغوثي) من نسل غسان إحدى القبائل التي هاجرت من اليمن بعد انهيار سد مارب شأنها شأن القبائل العربية الأخرى. ويعتبر غسان وزهران وغامد إخوة, وهاتان القبيلتان ما زالتا في جنوب المملكة العربية السعودية، في حين رحل غسان واتباعه إلى بلاد الشام وعرفوا بالغساسنة الذين خيرهم الخليفة عمر بين الإسلام أو الجزية عند فتح القدس فاختاروا الإسلام، ولكن ليس جميعهم. ومنهم من ذهب إلى المغرب العربي أو سوريا وشمال الاردن. أما الذين هاجروا إلى فلسطين فقد تفرعوا إلى عدة فروع منهم الرمحي والعمري وبريغيث وبرغوثي وغيرهم.

    وتعود تسمية العائلة إلى اكثر من رواية حيث يروى أن البر تعني الخير وغوث تعني الكرم دلالة على كثرة خيراتهم وكرمهم, وهناك روايات اخرى متعددة.

    تسكن العائلة في قرية دير غسان التي ما زالت قلعة الحكم قائمة بها، حيث حكموا المنطقة المحيطة ودخلوا في صراعات دامية. ورحل عديد منهم وسكنوا القرى المجاورة وساهموا في إعمارها ونموها واقتطعوا اجزاء كبيرة من الأراضي التي أخذوها بالقوة من أراض الجوار. ومن هذه القرى: بيت ريما الأقرب إلى دير غسان وعابود، حيث يسكنها المسلمين والمسيحيين بصيغة نموذجية من التعايش والتآلف، ودير أبو مشعل وكفرعين وقريتنا كوبر التي أنجبت رموز أدب ومقاومين. ولن ننسى "أبو مخلص" القائد العسكري والنموذج الأخلاقي للإنتفاضة الأولى ورحل مبكرا سنة 1995، كما أنجبت الشاعر والفيلسوف المخضرم حسين البرغوثي، الذي رحل أيضا مبكرا. ويبدوا أن سن السادسة والأربعين أصبح مشؤوما عندنا حيث اختطف رجالا يفتخر بهم. كما قدمت العائلة في كوبر مجموعة من الشهداء في الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، وحتى في باريس. ولن ننسى الشهيد منيف البرغوثي الذي اغتاله الموساد في باريس. وتشتهر هذه القرى جميعا بالزراعة وخاصة الزيتون والعنب والتين وهي على تلال مرتفعة وما زالت القلعة تتوسط قرية دير غسان القرية الأم.

    عرف عن العائلة الحفاظ على عادات وتقاليد هذا الشعب فمنهم صدرت اول موسوعة للتراث الفلسطيني للدكتور عبد اللطيف البرغوثي، الذي توفي هذا العام. وقد ساهم في تطور البحث العلمي في عديد من الأقطار العربية. ومنهم الشاعر المعروف مريد البرغوثي وهو غني عن التعريف.

    اشتهرت العائلة بحب العلم ومتابعته، ويوجد بها أعلى نسبة تعليم مقارنة بالمحيط العربي والفلسطيني. وعرفت بالكرم وروح النكتة والمرح وسرعة البديهة والذكاء والجرأة وعدم المجاملة, وبالانتماء الوطني بلا حدود, وبالثقافة خاصة الأدب والشعر. حيث توجد مساجلات شعرية متواصلة في ديوان العائلة.

    وقد افتتحت أول مدرسة ثانوية في بداية القرن الماضي. وتعتبر العائلة صورة صادقة عن المجتمع الفلسطيني. ففيها العالم والأمي والثري والفقير والوطني واللاوطني, واليساري واليميني والمتدين والعلماني والقومي, والمثقف وغير ذلك. ولكنها عائلة مسيسة جدا, وتكاد الأحداث السياسية أن تطغى على كل مجالسها. أما من خرج من دير غسان إلى قرية كوبر بعد حصول مشاكل عائلية قبل مائة وثلاثين عام, خرج أجدادنا محرومين من كافة أملاكهم ولجأوا الى كوبر بعد ان رحب بهم السكان الموجودين للإستعانة بهم ضد القرى المجاورة التي استضعفتهم وأخذت أراضيهم, وقد تم استرجاع هذه الأراضي وتقاسمها السكان جميعا.

    بعد الحرب العالمية الأولى وهزيمة الأتراك وخروجهم من فلسطين حل الإنتداب البريطاني مكانهم وواجه الفلسطينيون هذا الواقع المؤلم من خراب ودمار تركه الأتراك، واحتلال جديد غريب في كل شيء عنهم من عادات وتقاليد وقيم ولغة وغيرها.

    سنة 1918 ولد أبو عاطف (والد مروان) وعاش حياة بؤس شديد حيث توفي والده مبكرا وكانت أمه في مقتبل العمر وكانت الزوجة الثانية لجدي الذي كان مختارا للقرية وادعى أن الحاكم التركي في المنطقة يريد الزواج من جدتي التي توصف انها من أجمل فتيات المنطقة في حينها وبذلك راى ان له الحق في الزواج منها قبل ان يضعهم الحاكم تحت الضغط ولا أعرف هل هذه الرواية صحيحة او اختلقها ليظفر بجدتي ويتركها في ريعان شبابها تكابد الالم والمرارة حيث من العيب عندنا زواج المراة بعد رحيل الزوج خاصة ان كانت تحبه عاشت اكثر من ثمانون عام منها ستون عاما ارملة.

    ورغم ان ظاهرة تكرار الزواج قليلة جدا في العائلة وتكاد تكون نادرة, البعض يرد ذلك الى جمال الفتيات وثقافتهن وقوة الشخصية حيث كان التزمت في مصاهرة الاخرين. ملحوظا جدا ويذكر ان فتاة وافق والدها على زواجها في منطقة بعيدة فما كان من زعران العائلة الا ذبح الشيخ الذي كتب الكتاب واعادوها الى القرية كما ان ثقافتهم لا تسمح بمثل هذه الممارسة التي قال فيها تعالى: (فإن خفتم الا تعدلوا فواحدة, ولن تعدلوا) وبذلك اكد على ان لا احد يعدل لذا فواحدة هو الحل الامثل.

    رحل جدي مبكرا وترك جدتي واولادها الثلاثة فريسة لأولاده من الزوجة الاولى حيث تمت السيطرة على أراضيه الشاسعة ولم يحصل والدي إلا على أسوا قطعة صخرية لا تصلح للزراعة لكنه عمل فيها بمشقة حتى استوعبت اشجار الزيتون والتين والعنب وزرعها بيده.

    قام اخوانه الكبار باستضعافه وتشغيله بارضهم ومنعوه من الدخول في المدرسة ليرعى اغنامهم وكان يضرب بعنف على أي مخالفة يرونها. رفضوا زواجه إلى أن تزوج امي بمساعدة خاله الذي تذكر ان له اخت تقاسي الظلم بعد ان شبع من تكرار الزواج لينجب أولادا ولم تنجب الأربعة نساء ولدا واحدا. كان على أبو عاطف أن يثبت أنه قادر على إعالة أسرته, فانطلق متحديا كل الصعاب واذكر إني كنت في الخامسة من عمري عندما عرف عمي الاكبر أننا رزقنا بمروان رقم أربعة وكلهم ذكور فغضب عمي لأنه لم يرزق اولادا بل إناث, وبهذه العقلية المتخلفة كانت تقاس الامور للجهلة. حرم والدي من دخول المدرسة فكان أميا لا يستطيع كتابة اسمه، فلاح لا يملك ارضا, فحرم من هذا الإسم فكان لاجئا في قريته ولكن لم يحصل على معونات كما الحال للاجئين, وبذلك كان حالة فريدة ومميزة لا هو فلاح ولا مدني ولا لاجيء فعاش دون الطبقات المعروفة حتى الدنيا منها.

    هذا هو الحرمان الذي عايشه مع أولاده الاربعة قبل أن يأكل لقمة هنية, ولم تساعده الأم المعدة التي اكتوت لسوء الطعام وتعودت سوء الهضم مما سبب له قرحة معدية عاش الأمها وحرم من اكل ما يشتهي خوفا من نزفها. إذن هو خليط بين العامل والفلاح, بداخله ثورة بؤس بلا حدود, عامل نحيل الجسم صارع العمل وتعامل مع الحجارة حتى بانت على ملامح جسده من تجاعيد وكسور وصار جبينه خارطة متشابكة الخطوط.

    كان مميزا في قريته، فلاح بلا أرض, عامل دونما عمل, يضرب واولاده من ذوي القربى امام زوجته. كل الناس كانوا في انتظار موسم الزيتون إلا ابي عاطف..؟ لاجيء في قريته بلا بيت يأويه مما جعله يلجأ الى بيت لأحد الأولياء لا يجروء أهل القرية العيش فيه لأنه مقام لقبور الأولياء اقيم وسط مقبرة مندثرة.

    قلة هم الخيرون في تلك الايام السوداء رغم أن أمي أرضعت العديد ممن شحت صدور أمهاتهم بلا مقابل طالبة من الله أن يعوضها خيرا .

    وقفت أمي إلى جانب زوجها بكل معاني الوفاء فحصدت الزرع بأجر وجمعت الزيتون بأجر وكان مروان ينام في ارجوحة من القماش معلقة بجذع الزيتون بعيدا عن الزواحف في الهواء الطلق إلى أن تفرغ امي من اكمال يومها وتنتظر أياما أو شهورا حتى تحصل على أجرها زيتا او زيتونا أو قمحا لتطعم الافواه المنتظرة لوجبة أي وجبة.. نقل الماء على حماره للناس بأجر زهيد.. وحفر قبورا لموتاهم.. لكن هذا كان عيبا عند من حرموه الحياة الكريمة دون ان يقدموا له ولو بحصته من الارض التي حرموه اياها وبذلك ناضل أبو عاطف ضد الإحتلال والعبودية وهذا ما جعل مروان يسير على نهجه فهو عانى من الاحتلال من ذوي القربى قبل الاحتلال الاسرائيلي.

    قلة هم الخيرون في تلك الايام السوداء, كنا نقف واخواني بباب معصرة الزيتون ثروة الفلاحين الاولى ومقياس مكانتهم حسب تلك العقلية السائدة في عصر الانحطاط الفلسطيني ما بين الحربين العالميتين. نقف لنحصي لهذا وذاك كمية الزيت التي سيودعونها في براميلهم.

    كنا فعلا كالايتام على مؤدبة اللئام وقليلون هم الخيرون في ذلك الزمن الغابر. كنا لاجئين في قريتنا فلاحين بلا ارض, فلا قوائم اللاجئين استوعبتنا لنحصل على بعض المساعدة, وذلك لأن من تولى التسجيل ادعى النزاهة عندما ورد اسم ابو عاطف فقط ولا ارض نمتلكها لناخذ صفة الفلاحين, فكانت الصدقة جائزة على ابو عاطف ولم يحرمه منها الا ذوي القربى لانهم لم يتصدقوا اصلا. وسط بحر الظلم هذا كان على ابو عاطف ان يثبت وجوده بعمله الشاق ولساعات طويلة وقد استطاع تأمين حياة كريمة لعائلته.

    كنا نسكن غرفة واحدة، الأولاد الثلاثة وأبي وأمي وجدتي, وضاقت الغرفة بالعائلة التي تنتظر مولودا رابعا هو مروان, لجأت العائلة إلى بيت عبارة عن مقام لأحد الولياء الصالحين لم يجرؤ أهل القرية المبيت فيه لأنه أقيم فوق مقبرة قديمة. إلا ان والدتي المعروفة بجرأتها والتي يجزم البعض على أنها اكثر رجولة من الكثير من الرجال, بادرت إلى الدخول للبيت ونظفته ونقلنا الاثاث المتواضع الذي استوعبه ظهر حمار لرحلة واحدة او رحلتين. هذا القصر الجديد عبارة عن غرفة واسعة على الطراز العربي القديم ولها قبة من الطين, المهم أن لها ساحة صغيرة وزرعنا فيها شجرة عنب كانت تظلل الساحة ليجلس ضيوفنا في ظلها وننام مع الجدة في الساحة تاركين الغرفة للوالدين للراحة ولعل الجو يصفى لهم بعد عناء النهار وهذه أبسط حقوقهم. في يوم كان يحتفل فيه الفلسطينيين بموسم النبي صالح ويوزعون الحلوى في صبيحة يوم مشرق بشمس دافئة من شهر آيار سنة تسعة وخمسين يومها أبصر النور مولودا اطلقت عليه اسم مروان.

    مروان أكمل الدورة التي تطلقها امي على رقم اربعة عندما تعد البيض او الدجاج او حبات البندورة. القابلة في القرية قالت لأمي ذلك اليوم لن تفرحي بأولاد آخرين بعد هذا المولود في هذا البيت. وفعلا مات الإثنين اللذان ولدا بعد مروان دونما مرض.

    كبرت العائلة وزادت الأعباء على أبي عاطف ووقع عليه الإختيار من كبار وجهاء القرية ليعمل مسحراتي لشهر رمضان. وهذه المهنة عادة يفوز بها الافقر في القرية فكان أبي محظوظا بهذا اللقب.

    عاش أبو عاطف على خبز مختلف من بيوت مختلفة بطعم مختلف لكنها كانت مهنة مضنية جدا خاصة اثناء الشتاء والبرد القارص لأن عليه أن يجوب أطراف القرية المختلفة على قدميه كل ليلة مما يزيد الأم معدته المتعبة أصلا.
    سوزان
    سوزان
    مشرفة أجراس فلسطينية
    مشرفة أجراس فلسطينية


    انثى الثور جنسيتك : فلسطينية
    اعلام الدول : المناضل مروان البرغوثي ... Palestine_a-01
    نقاط : 10973
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 29/06/2009

    المناضل مروان البرغوثي ... Empty رد: المناضل مروان البرغوثي ...

    مُساهمة من طرف سوزان الإثنين 19 سبتمبر 2011, 11:50 am

    لقى الزميل زاهي وهبي رسالة من المناضل مروان البرغوثي كتبها من داخل زنزانته في سجون الاحتلال الاسرائيلي وضمّنها شكره وتقديره لاستضافة زوجته المحامية فدوى البرغوثي في برنامج <<خليك بالبيت>> الذي يبثه تلفزيون <<المستقبل>>.
    الرسالة تتجاوز الاطار الشخصي لتتضمن العديد من المواقف التي اطلقها القائد البرغوثي عشية الذكرى الثانية لاندلاع الانتفاضة. وجاء فيها:
    تحية الانتفاضة؛ تحية المقاومة؛ تحية فلسطين؛ تحية لك من قلب الزنزانة؛ واسمح لي ان اسجل شكري وتقديري لتضامنك ووقفتك النضالية ليس الى جانبي وحسب وإنما الى جانب شعبنا المناضل؛ بل وإلى جانب قضايا الأمة بأسرها. وشكراً لك استضافة زوجتي المحامية فدوى البرغوثي وعلى هذا التقديم الذي اعتز به كثيراً.
    الأخ والصديق زاهي انني اسجل هذه الكلمات آملاً ان أنجح في ايصالها لك على صعوبة الظرف وقسوة المراقبة والتفتيش والاجراءات القاهرة وأرجو اعتبار هذه الرسالة بمثابة رسالة من كل الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني حيث يوجهون التحية لك ولقناة <<المستقبل>>.
    أخي زاهي؛ اسمح لي ان اغتنم هذه الفرصة لاوجه من خلالكم عظيم شكري وتقديري للبنان المقاوم ولشعبه بكل ألوانه وأطيافه الجميلة على وقفته الى جانب الانتفاضة وإلى جانب المقاومة وإلى جانب شعب فلسطين. كما اشكره على تضامنه معي شخصيا ومع كل الاسرى والمعتقلين. والشكر ايضا الى جماهير الأمة العربية على وقفتها الى جانب الانتفاضة الباسلة؛ كما لا انسى ان اوجه الشكر الجزيل لشعبنا الفلسطيني في الشتات وفي المخيمات على هذا التضامن.
    أخي زاهي؛
    تشاء الصدف ان اسجل هذه الرسالة ونحن على مقربة من ذكرى مرور عامين على انطلاقة الانتفاضة حيث يستعد شعبنا ومعه أمتنا لاحياء هذه الذكرى بالشكل المناسب. وفي هذه الذكرى فانني انحني اجلالاً واكباراً لشهداء الانتفاضة؛ لشهداء فلسطين؛ لشهداء لبنان لشهداء الامة العربية والاسلامية؛ واوجه التحية للجرحى البواسل وللاسرى في سجون ومعسكرات الاحتلال الصهيوني ولاولئك الصامدين؛ معذبي الزنازين في مراكز التحقيق النازية. في هذه الذكرى حيث يواجه شعبنا عدوانا شاملا؛ بل حرب ابادة منذ عامين؛ ينتقم فيها جيش الاحتلال منا؛ ردا على هزيمته في الجنوب وردا على ضربات الانتفاضة والمقاومة الباسلة خلال عامين متواصلين؛ فإننا نخوض معركة الحرية والاستقلال والنصر لنا باذن الله؛ ولن ننكسر ولن نتراجع ولن نيأس؛ رغم الالم والمرارة والدموع الغزيرة والدماء الغالية؛ رغم المعاناة التي قلّ نظيرها في هذا العالم ولا سيما خلال الستة اشهر الاخيرة؛ منذ ما يسمى بعملية <<السور الواقي>> التي بدأت في 28/3/2002 ولا زالت مستمرة... 6 اشهر من حظر التجول والقتل والاغتيال والاعتقال والهدم والارهاب والتعذيب؛ بعد كل هذا وبأعلى الصوت نقول ومن داخل زنزانة السجن؛ وفي وجه السجان الانتفاضة ستنتصر وسيرحل الاحتلال وسينعم شعبنا بالحرية والاستقلال.
    ان الانتفاضة تركت الاحتلال يقف عاريا؛ ليكشف بجلاء عن بشاعة اسرائيل وعن وجهها الحقيقي امام العالم اجمع ونقول لا عودة الى الوراء وسنمضي نعزز الوحدة الوطنية ونزيد من التلاحم بين قوى الانتفاضة والمقاومة؛ وسنصل الى برنامج وطني موحد؛ ونمضي نحو الحرية والاستقلال متطلعين الى مواصلة؛ بل الى مضاعفة الدعم والتأييد والمساندة للانتفاضة والمقاومة؛ من امتنا العربية.
    وبمناسبة ذكرى انطلاقة الانتفاضة التي تصادف في 28/9/2002 فإنني اتوجه بالنداء الى جماهير الامة العربية والاسلامية؛ الى كل حكوماتنا وزعمائنا؛ الى البرلمانات فيها؛ وإلى الاحزاب والقوى والنقابات والاتحادات والمنظمات الاهلية والمثقفين والادباء والكتّاب واجهزة الاعلام؛ الى العمال والفلاحين والطلبة والاكاديميين والمعلمين والفنانين. الى ضمير كل مواطن عربي؛ ندعوهم الى التضامن مع الانتفاضة؛ انها انتفاضة العرب جميعا؛ انها تعبير عن ضمير هذه الامة وعن اصالتها وإصرارها على الحياة. ندعو الى تنظيم المسيرات والتظاهرات والاعتصامات والمؤتمرات والمهرجانات ابتداء من يوم الجمعة الموافق 27/9/2002 والايام التي تليه ليكون الجمعة والسبت والاحد اياما تعلن فيها الامة بأعلى صوتها وقوفها الى جانب الانتفاضة؛ ورفضها لهذا الاستفراد الصهيوني بها؛ وذلك حتى يكون العام الثالث من عمر الانتفاضة عام التضامن العربي؛ عام انهيار الاحتلال؛ عام انبلاج فجر الحرية والاستقلال.
    الأخ زاهي (...) انني استمتع حقا بشعرك وبأسلوبك الرائع ولغتك التي تجعل اللغة اجمل؛ وبهذا البرنامج المتنوع الوجوه والمجالات؛ مما يضفي عليه روحاً اكثر روعة وجمالا؛ ذلك لان التعدد والتنوع هو اصل الابداع والتطور؛ مجددا شكري لك (...) ومن خلالكم كل الشكر لكل من استقبل زوجتي على المستوى الرسمي والشعبي وأخص بالذكر رئيس الوزراء السيد رفيق الحريري والنواب والشخصيات والصحافيين؛ وكذلك لابناء الشعبين اللبناني والفلسطيني؛ وكذلك شكري الجزيل للاهل في المخيمات الذين استقبلوا زوجتي وعبروا عن مساندتهم للانتفاضة.
    وإلى ان نلتقي أخي زاهي؛ آملا ان يكون ذلك قريبا؛ في ظل الحرية والاستقلال؛ لك مني ألف تحية؛ واثقاً ان لقاءنا سيكون في القدس المحررة حيث ستحظى بمتعة الجلوس على اسوار القدس لتشعر انك تتربع على عرش حضاري يمتد لآلاف السنين؛ وحيث نحتسي فنجان قهوة في البلدة القديمة على اصداء أذان المسجد الأقصى وصوت اجراس كنيسة القيامة ومن ذلك المكان ستقدم برنامجا بعنوان <<خليك في القدس>>.
    مع أجمل تحياتي لك ولقناة <<المستقبل>>
    اخوك مروان البرغوثي ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024, 5:37 pm