ألكساندرا كولونتاي
إنهاء تبعية المرأة للرجل
تغير أشكال الأسرة عبر التاريخ
الرأسمالية تدمر الأسرة القديمة
30 مليون امرأة تتحمل عبئا مزدوجا
العمال يتعلمون الاستغناء عن الأسرة
العمل المنزلي لم يعد ضرورة
عمل المرأة الصناعي في البيت
المرأة المتزوجة والمصنع
نهاية العمل المنزلي الفردي
ولادة العمل المنزلي الجماعي
تربية الأطفال في ظل الرأسمالية
الطفل والدولة الشيوعية
تأمين معيشة الأم
لكي لا يكون الزواج قيدا
الأسرة: اتحاد عاطفي ـ رفاقي
إلغـــاء البغــاء
تحقيق المساواة الاجتماعية بين الرجال والنساء
إنهاء تبعية المرأة للرجل
هل تحافظ الدولة الشيوعية على الأسرة؟ هل ستبقى الأسرة في شكلها الراهن؟ – هذا سؤال يجول في خاطر العاملات ويثير اهتمام رفاقهن العمال. هذه هي المشكلة التي كانت تشغل بال النساء العاملات في الآونة الأخيرة. ولا عجب، فالحياة تتغير أمام أعيننا. والعادات والتقاليد السابقة تزول تدريجيا. وكل حياة الأسرة البروليتارية يعاد تنظيمها بطريقة جديدة كل الجدة، طريقة غير مألوفة، لا بل «غريبة»، لم يكن بإمكاننا أن نتنبأ بها من قبل. والذي يزيد في حيرة النساء أن الطلاق بات في روسيا السوفييتية أسهل مما كان من قبل. والواقع أن الطلاق لم يعد امتيازا للأغنياء بعد صدور مرسوم «مجلس مفوضي الشعب» في 18 كانون الأول (ديسمبر) 1919. لم تعد المرأة العاملة مضطرة لأن تقدم العرائض والالتماسات طوال الأشهر أو حتى السنوات للحصول على ترخيص يخولها التحرر من زوج متوحش أو سكير يقضي معظم وقته في ضربها وإهانتها. من الآن فصاعدا، بات بالإمكان الحصول على الطلاق، حبيا، بالتراضي، خلال مهلة لا تتعدى الأسبوع أو أسبوعين. لكن هذه السهولة في الحصول على الطلاق، التي تشكل مصدر أمل كبير لنساء شقيات في حياتهن الزوجية، تزرع الخوف، في الوقت ذاته، بين فئة من النساء اعتادت اعتبار الرجل «ربا للأسرة» وسندها الوحيد في الحياة – نساء لم تدرك بعد أنه صار يجب البحث عن هذا السند ليس في شخص الرجل وإنما في شخص المجتمع والدولة.
تغير أشكال الأسرة عبر التاريخ
لا حاجة لأن نضلل أنفسنا: الأسرة المعروفة لدينا مند القدم، حيث الرجل كل شيء والمرأة لا شيء – لأنها مسلوبة الإرادة، لا مال خاصا بها ولا وقت تتصرف به بملء إرادتها، هذه الأسرة آخذة بالتحول يوما بعد يوم. وهي تكاد تصبح من مخلفات الماضي. ولكن لا حاجة لأن يخيفنا هذا الأمر. البعض مستعد لأن يصدق أن كل ما هو حولنا أبدي أزلي سرمدي، لا يحول ولا يزول. هذا الاعتقاد مصدره الخطأ أو الجهل. الحقيقة أن كل ما هو حولنا يتغير باستمرار. «هكذا كانت الأمور، وهكذا ستبقى» – ليس أكثر تضليلا من هذه الحكمة! يكفي أن نقرأ كيف عاش أسلافنا لندرك فورا أن كل شيء عرضة للتغيير، وأنه ليس ثمة من عادات أو مؤسسات سياسية أو أعراف وقيم أخلاقية تبقى جامدة ولا تتغير، والحال أن الأسرة تغيرت بتغير أطوار حياة البشر. وقد كانت في الماضي مختلفة كليا عما هي عليه الآن.
في الماضي، كان الناس يظنون أن هناك شكلا وحيدا طبيعيا للأسرة. وهو الأسرة النسكية، أي الأسرة التي تترأسها الجدة التي يتحلق حولها – في حياة وعمل جماعيين – أولاد وأحفاد وأحفاد الأحفاد. وفي مرحلة ثانية من التاريخ، ظن الناس أن الأسرة البطريركية هي الشكل الوحيد للأسرة. والأسرة البطريركية هي التي يرأسها الأب السيد عليها. إن هذا الشكل من أشكال الأسرة لا يزال الشكل السائد بين فلاحي الريف الروسي، والواقع أن القيم الأخلاقية والأعراف العائلية في الريف غيرها في المدن بين العمال. فالريف يحتفظ بعدد كبير من العادات والتقاليد التي اندثرت في أسرة بروليتاريي المدن. ثم إن أشكال الأسرة، وعاداتها وتقاليدها، تختلف باختلاف الأجناس البشرية. هناك شعوب كالأتراك والعرب والإيرانيين مثل، يجيز القانون عندهم للرجل بأن يتزوج أكثر من امرأة. كما أنه كان، ولا يزال، يوجد قبائل تمارس العادة المناقضة تماما – تلك التي تجيز للمرأة بأن تتزوج أكثر من رجل واحد. التقاليد الحالية تجيز للرجل أن يطالب ببقاء الفتاة عذراء إلى حين انعقاد الزواج الشرعي. غير أنه توجد قبائل، في المقابل، تفاخر المرأة فيها بكثرة عدد عشاقها، فتزين يديها وقدميها بخواتم بقدر عددهم. مثل هذه الممارسات التي لا تنفك تثير دهشتنا، والتي قد تذهب إلى حد اعتبارها منافية للأخلاق، قد تكون طقوسا مقدسة عند شعوب أخرى. ولو تسنى لهذه الشعوب أن تطلع على عاداتنا وتقاليدنا، لاعتبرتها كفرا وهرطقة.
فلا حاجة إذن لأن يمتلكنا الذعر من كون الأسرة تتغير وتنفض عن نفسها آثار الماضي المندثر، مفسحة المجال أمام بناء علاقات جديدة بين المرأة والرجل. يكفي أن نسأل: «ما الذي لم يعد يماشي سنة التطور في نظام الأسرة؟ وفي العلاقة بين العامل والعاملة، وبين الفلاح والفلاحة؟ وما هي الحقوق والواجبات المتبادلة الأكثر ملاءمة لظروف الحياة في روسيا الجديدة، في روسيا العمالية؟». وبناءا عليه، نستبقي كل ما يتلاءم مع الوضع الجديد. أما الحثالة التي تكدست خلال السنوات والتي أورثتنا إياها حقبات العبودية والسيطرة الكريهة اللتين مارسهما ملاك الأراضي والرأسماليون، فإننا سوف نكنسها في الوقت ذاته الذي نكنس فيه الطبقة المستغلة نفسها وسائر أعداء البروليتاريا والفقراء.
تغير أشكال الأسرة عبر التاريخ
الرأسمالية تدمر الأسرة القديمة
30 مليون امرأة تتحمل عبئا مزدوجا
العمال يتعلمون الاستغناء عن الأسرة
العمل المنزلي لم يعد ضرورة
عمل المرأة الصناعي في البيت
المرأة المتزوجة والمصنع
نهاية العمل المنزلي الفردي
ولادة العمل المنزلي الجماعي
تربية الأطفال في ظل الرأسمالية
الطفل والدولة الشيوعية
تأمين معيشة الأم
لكي لا يكون الزواج قيدا
الأسرة: اتحاد عاطفي ـ رفاقي
إلغـــاء البغــاء
تحقيق المساواة الاجتماعية بين الرجال والنساء
إنهاء تبعية المرأة للرجل
هل تحافظ الدولة الشيوعية على الأسرة؟ هل ستبقى الأسرة في شكلها الراهن؟ – هذا سؤال يجول في خاطر العاملات ويثير اهتمام رفاقهن العمال. هذه هي المشكلة التي كانت تشغل بال النساء العاملات في الآونة الأخيرة. ولا عجب، فالحياة تتغير أمام أعيننا. والعادات والتقاليد السابقة تزول تدريجيا. وكل حياة الأسرة البروليتارية يعاد تنظيمها بطريقة جديدة كل الجدة، طريقة غير مألوفة، لا بل «غريبة»، لم يكن بإمكاننا أن نتنبأ بها من قبل. والذي يزيد في حيرة النساء أن الطلاق بات في روسيا السوفييتية أسهل مما كان من قبل. والواقع أن الطلاق لم يعد امتيازا للأغنياء بعد صدور مرسوم «مجلس مفوضي الشعب» في 18 كانون الأول (ديسمبر) 1919. لم تعد المرأة العاملة مضطرة لأن تقدم العرائض والالتماسات طوال الأشهر أو حتى السنوات للحصول على ترخيص يخولها التحرر من زوج متوحش أو سكير يقضي معظم وقته في ضربها وإهانتها. من الآن فصاعدا، بات بالإمكان الحصول على الطلاق، حبيا، بالتراضي، خلال مهلة لا تتعدى الأسبوع أو أسبوعين. لكن هذه السهولة في الحصول على الطلاق، التي تشكل مصدر أمل كبير لنساء شقيات في حياتهن الزوجية، تزرع الخوف، في الوقت ذاته، بين فئة من النساء اعتادت اعتبار الرجل «ربا للأسرة» وسندها الوحيد في الحياة – نساء لم تدرك بعد أنه صار يجب البحث عن هذا السند ليس في شخص الرجل وإنما في شخص المجتمع والدولة.
تغير أشكال الأسرة عبر التاريخ
لا حاجة لأن نضلل أنفسنا: الأسرة المعروفة لدينا مند القدم، حيث الرجل كل شيء والمرأة لا شيء – لأنها مسلوبة الإرادة، لا مال خاصا بها ولا وقت تتصرف به بملء إرادتها، هذه الأسرة آخذة بالتحول يوما بعد يوم. وهي تكاد تصبح من مخلفات الماضي. ولكن لا حاجة لأن يخيفنا هذا الأمر. البعض مستعد لأن يصدق أن كل ما هو حولنا أبدي أزلي سرمدي، لا يحول ولا يزول. هذا الاعتقاد مصدره الخطأ أو الجهل. الحقيقة أن كل ما هو حولنا يتغير باستمرار. «هكذا كانت الأمور، وهكذا ستبقى» – ليس أكثر تضليلا من هذه الحكمة! يكفي أن نقرأ كيف عاش أسلافنا لندرك فورا أن كل شيء عرضة للتغيير، وأنه ليس ثمة من عادات أو مؤسسات سياسية أو أعراف وقيم أخلاقية تبقى جامدة ولا تتغير، والحال أن الأسرة تغيرت بتغير أطوار حياة البشر. وقد كانت في الماضي مختلفة كليا عما هي عليه الآن.
في الماضي، كان الناس يظنون أن هناك شكلا وحيدا طبيعيا للأسرة. وهو الأسرة النسكية، أي الأسرة التي تترأسها الجدة التي يتحلق حولها – في حياة وعمل جماعيين – أولاد وأحفاد وأحفاد الأحفاد. وفي مرحلة ثانية من التاريخ، ظن الناس أن الأسرة البطريركية هي الشكل الوحيد للأسرة. والأسرة البطريركية هي التي يرأسها الأب السيد عليها. إن هذا الشكل من أشكال الأسرة لا يزال الشكل السائد بين فلاحي الريف الروسي، والواقع أن القيم الأخلاقية والأعراف العائلية في الريف غيرها في المدن بين العمال. فالريف يحتفظ بعدد كبير من العادات والتقاليد التي اندثرت في أسرة بروليتاريي المدن. ثم إن أشكال الأسرة، وعاداتها وتقاليدها، تختلف باختلاف الأجناس البشرية. هناك شعوب كالأتراك والعرب والإيرانيين مثل، يجيز القانون عندهم للرجل بأن يتزوج أكثر من امرأة. كما أنه كان، ولا يزال، يوجد قبائل تمارس العادة المناقضة تماما – تلك التي تجيز للمرأة بأن تتزوج أكثر من رجل واحد. التقاليد الحالية تجيز للرجل أن يطالب ببقاء الفتاة عذراء إلى حين انعقاد الزواج الشرعي. غير أنه توجد قبائل، في المقابل، تفاخر المرأة فيها بكثرة عدد عشاقها، فتزين يديها وقدميها بخواتم بقدر عددهم. مثل هذه الممارسات التي لا تنفك تثير دهشتنا، والتي قد تذهب إلى حد اعتبارها منافية للأخلاق، قد تكون طقوسا مقدسة عند شعوب أخرى. ولو تسنى لهذه الشعوب أن تطلع على عاداتنا وتقاليدنا، لاعتبرتها كفرا وهرطقة.
فلا حاجة إذن لأن يمتلكنا الذعر من كون الأسرة تتغير وتنفض عن نفسها آثار الماضي المندثر، مفسحة المجال أمام بناء علاقات جديدة بين المرأة والرجل. يكفي أن نسأل: «ما الذي لم يعد يماشي سنة التطور في نظام الأسرة؟ وفي العلاقة بين العامل والعاملة، وبين الفلاح والفلاحة؟ وما هي الحقوق والواجبات المتبادلة الأكثر ملاءمة لظروف الحياة في روسيا الجديدة، في روسيا العمالية؟». وبناءا عليه، نستبقي كل ما يتلاءم مع الوضع الجديد. أما الحثالة التي تكدست خلال السنوات والتي أورثتنا إياها حقبات العبودية والسيطرة الكريهة اللتين مارسهما ملاك الأراضي والرأسماليون، فإننا سوف نكنسها في الوقت ذاته الذي نكنس فيه الطبقة المستغلة نفسها وسائر أعداء البروليتاريا والفقراء.
عدل سابقا من قبل جولي في الأربعاء 15 يوليو 2009, 11:25 am عدل 1 مرات
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:15 am من طرف راهب الفكر
» تصريح الناطق الرسمي لجيش رجال الطريقة النقشبندية بصدد التهجير القسري للعراقيين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» زيف المفترين في إعلان خلافة المسلمين
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:14 am من طرف راهب الفكر
» مبارزة شعرية .......
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:11 am من طرف راهب الفكر
» مقاومينا بغزة البواسل للشاعر عطا سليمان رموني
الجمعة 19 أغسطس 2016, 2:08 am من طرف راهب الفكر
» أتثائب... عبلة درويش
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» تصريح ولكن.... وما بعد الجدار/تغريد العزة
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:54 pm من طرف راهب الفكر
» " منديلٌ لبسمات امرأة " لؤي ابو عكر
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» نقد الحزب المشكلات التنظيمية للحزب الشيوعي " سلامة كيلة (للتحميل)
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:53 pm من طرف راهب الفكر
» تلخيص كتاب: تاريـخ فلسطين في أواخر العهد العثماني 1700 – 1918
الأحد 24 أغسطس 2014, 1:37 pm من طرف راهب الفكر