الفنان معتز العمري

الفنان التشكيلي الفلسطيني (معتز العمري) من مواليد مدينة دمشق عام 1974، من أصول فلسطينية تعود إلى مدينة حيفا. حاصل على دبلومات في الرسم المعماري من مركز تدريب دمشق التابع للأنروا عام 1994، تقنيات الرسم عل الكمبيوتر من المعهد العالي لتعليم الكبار بدمشق عام 1996، وخضع لدورات شاملة بمجالات الفنون التشكيلية والتطبيقية في مركز الفنون التشكيلية بدمشق عام 2001، عضو نشط في الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع سوريا، ومُشارك دائم في معارضه منذ عام 2003.

أعماله الفنية موزعة ما بين الفنون التشكيلية والتطبيقية، جامعة لمفاتن الحرفة المهنية والهواية الفنية المعبرة عن ذات شخصية باحثة عن مكانها ما بين أقرانها في الحركة الفلسطينية التشكيلية الشابة، فهي مهمومة بميادين الفنون التشكيلية من تصوير ملون وملصق ورسوم حفرية خصوصاً، وتطبيقية من خط عربي وزخرفة متناسلة من جعبة العجمي بتجلياته العفوية المتعددة، والرقش العربي المصحوب بالطبيعة الصامتة وتقنيات الزجاج المعشق.

منتجه المشمول بحرفية الصنعة والمهنة اليدوية المفتوحة على تجليات الخط العربي، والخارجة من عقال الأكاديمية المطلقة، تبحث عن مدوناتها السردية عبر تقنيات متعددة الصنائع والخامات والأدوات، وتقربه خطوة من الفسحة المهنية واللمسة الفطرية، السابحة في وظيفة المنتج اليدوي لأغراض نفعية وجمالية، باعتبارها حركة طبيعية في مسيرته الفنية القائمة على مدارات التجريب والمحاولة الدائمة والمشروعة فوق خامات متنوعة الخصائص التقنية، مشفوعة بالجلد والمثابرة والاكتشاف والمتعة الشخصية وكسب ود الرضا الذاتي.

لوحاته الفنية تنتمي في مدارسها واتجاهاتها الفنية إلى الفطرية المغلفة المشوبة بمسحة واقعية، ومحملة بأنفاس التعبيرية الرمزية، المفتوحة على كثافة الخطوط والمساحات المتوالية في سياق سلسلة متشابهة في المبنى الشكلي والتقنية، واستعارة مفرداتها التكوينية من صلب المحاولة والتجريب والبحث عن تقنية وأسلوب خاص داخل دوامة الأبيض والأسود والدرجات المشتقة الرمادية. تجد لها في أسلوبية الفنان الفلسطيني الراحل مصطفى الحلاج وتقنياته الخاصة واحة تعبيرية مناسبة، ومرجعية فنية وتقنية واضحة التفاصيل والمعالم الشكلية والتقنية، فيها ما فيها من المشابهة التقنية واسعة الطيف، يجمعها خيط فكري وتقني واحد هو التجريب والمحاولة، والاقتراب من ساحة الهدم الشكلي لمصلحة رمزية صوريّة متوالدة في مكونات اللوحات.

اللوحة الحفرية المرسومة والمحفورة على خامات الخشب واللدائن الصناعية واللينولليوم وسواها، بأدوات حفر يدوي شديدة الخصوصية والتنوع، والمطبوعة عن خامات ونماذج (كليشات) متعددة المضامين والمكونات، هي ميدانه التقني ومجمع اختباره، يبوح من خلالها ما يجول في مناطق وعيه، وإحساسه بالخامات، بمجموعة من المناظر والمشاهد المعبرة عن حالة الجمال والعمل والإنسان، وصورة ما لتجليات الوطن المنثورة في جميع طقوسه المشغولة بالحبر الأسود على زهاء الأبيض وتجريديات الرمادي. فيها فيض من الخطوط الترسيمية، والأشكال الهندسية المتوالدة من المربع والمثلث والمستطيل والمعين والدائرة وسواها، تؤلف مقطوعة موسيقية حاشدة لتناغم الفكرة والتقنية.

لوحات منحازة لذاكرة عربية عصامية، يروق لها الخط العربي في أنماطها التقليدية المعروفة، يدونها في مكونات شكلية متوالية داخل متن نصوصه التطبيقية الموصوفة، والمكحلة بمحمولات لغوية ومضامين أدبية، محكومة بتجليات الحرفة والمقدرة على تركيب صور مستعارة من المحيط البيئي بما يشتمل عليه من حرف وصنائع يدوية، وبعضها الآخر يدخل في سرداب التجربة الفنية التشكيلية ذات التقنيات الحفرية المعتمدة على جودة الأدوات المستعملة وخبرة الفنان ومهاراته في جدولة خطوطه ومساحاته المتناثرة فوق سطوح خاماته.

موضوعاته عامة في محتواها، اجتماعية الوقع والصدى، حرفية المشغول والتقنية، تجريبية منفعلة بالبحث واكتشاف قدرات الخامة والأدوات والفنان بأن معاً، لم توصله تجاربه بعد إلى شاطئ الخصوصية والتفرد التقني، بقي متنقلاً ما بين الحرفية المهنية وتداعيات الصنائع، والقضايا الاجتماعية المؤتلفة من النسوة في حالات تعبيرية وتشكيلية مكثفة داخل أسوار التكوين، وتغدو أكثر قلقاً ودوراناً في إطار النزعات الذاتية والتهويمات السردية في متن القصيدة البصرية التجريبية.